قتلت مليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري والمعروفة باسم "الشبيحة"، يوم أمس الإثنين، الطفل السوري أحمد جاويش (12 عاماً) في أحد شوارع مدينة حلب، بطلقتين في رأسه أمام أعين المارة.
مؤخّراً، أُجبر عشرات الآلاف من السوريّين على الخروج من منازلهم قسراً، وذلك في حلب ودمشق وريفها وحمص. المجموعة الأخيرة كانت من آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص (حي الوعر)، وتوجّه جزء كبير منها إلى ريف حلب
في كل مرة تتراجع فيها سرعة الانترنت أكثر أو تنقطع، تخرج الشركة على السوريين بمبرر وحيد وهو "تعطل كابل الانترنت البحري الواصل إلى سورية" دون أي معلومات عن إصلاح العطل أو السقف الزمني لذلك.
بدأت عناصر مليشيات النظام السوري ومن يعرفون بـ"الشبيحة" في مدينة حمص بسرقة أثاث المنازل ومحتوياتها التي لم تطاولها عمليات القصف قبل تهجير الأهالي والمعارضة السورية من حي الوعر برعاية روسية.
لم يكن العام السادس من عمر الثورة السورية، أقل صعوبة على المعارضة والشعب. الأثمان السياسية والعسكرية والإنسانية التي دفعت كانت كبيرة، بعدما أمعن النظام وحلفاؤه باستخدام سلاح الحصار والتجويع لتنفيذ مخطط تهجير أبرز المدن والمناطق الخارجة عن سيطرته.
عقب إنهاء عملية تهجير مئات المسلحين والمدنيين والجرحى من وادي بردى في ريف العاصمة السورية دمشق، أمس الإثنين، منعت قوات النظام و"حزب الله" اللبناني والمليشيات الموالية الأهالي من العودة إلى بلداتهم، وسط بدء عمليات "تعفيش" (نهب) للمنازل والمحال.
الأرشيف
ريان محمد
31 يناير 2017
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
هناك من لا يُمارس التعفيش البضائعي، ولكن التعفيش الأخلاقي، فهو ليس بحاجةٍ إلى سرقة ما تركه فقراء حلب من المتاع، ولكن "أخلاقه" و"ضميره" يُصرّان على أن يُشارك في جوقة المعفّشين من خلال فرحه بالترحيل القسري لآلاف من أبناء بلده.
يتكرر مشهد "التعفيش" كلما سيطرت قوات النظام السوري والمليشيات المساندة له على منطقة جديدة كانت خاضعة لسيطرة المعارضة السورية. عمليات النهب والاستباحة الكاملة لأحياء شرق حلب بعد تهجير أهلها منها، تعد الفصل الأحدث من مسلسل "التعفيش".
تداول سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً لعناصر من جيش النظام السوري وهم يتفاخرون بإقدامهم على عمليات تعفيش وسرقة بيوت السوريين من الأحياء التي يقتحمونها.