بعد مواجهة استمرّت أشهراً، بات "التحالف الدولي" و"قوات سورية الديمقراطية" على أعتاب إعلان القضاء على تنظيم "داعش" في شرق سورية، في وقت خلّف هذا النصر العسكري أزمات إنسانية كارثية على سكان مناطق المواجهات.
يطارد النظام السوري شريحة واسعة من المواطنين، أغلبهم من الشباب، لإجبارهم على الخدمة العسكرية الإجبارية أو الاحتياطية، وأضاف الآلاف مؤخراً إلى قوائم المطلوبين للخدمة الاحتياطية، في حين بدأت مطالبات بإقرار بدل مالي منطقي للراغبين في عدم الخضوع.
بعدما استطاعت روسيا الحد من فاعلية المليشيات في سورية، انتقلت للضغط على النظام لإيجاد حل لموضوع عزوف الشباب عن الخدمة في جيش النظام، وهو ما يبدو أنه حصل عبر إعلانه عن عفو جديد عن الفارين من الخدمة.
لم يتأخر النظام السوري للانقلاب على "اتفاقات المصالحة" التي أبرمتها المعارضة السورية بضمانة روسية، فاستباحت أجهزته المناطق التي انخرطت في هذا المسار، مثل الغوطة الشرقية ودرعا وحمص، وشنّت حملات اعتقال وقتل بحق أبنائها إضافة إلى عمليات "تعفيش" كبيرة.
فقدت أم مجد ومثلها كثر من أهالي جنوب دمشق، الأمل في العودة إلى منازلهم، التي غادروها عام 2012، من جراء المواجهات العسكرية. كانوا على يقين أنّها بضعة أيام ويعودون بعدها، فتركوا كلّ شيء خلفهم مكتفين ببعض الملابس.
في مجزرة هي الأشدّ دموية من نوعها، استهدف "داعش" أهالي محافظة السويداء ليسقط من بينهم أكثر من 250 قتيلاً. وينقل الناجون مشاهد دموية وصوراً عن وحشيّة ما ارتكبه التنظيم وكيف قتل الأطفال والنساء بدم بارد ومن دون تمييز.
طرق جديدة يتبعها جيش النظام السوري والمليشيات الموالية له لابتزاز الأهالي في المناطق التي خضعت لاتفاقات التسوية برعاية روسية أخيراً، من تعفيش المنازل واحتلالها والتضييق على عوائل ارتبطت بالمظاهرات والثورة ضد النظام.
كثف طيران النظام السوري من قصفه لمناطق حوض اليرموك الخاضع لسيطرة "جيش خالد بن الوليد"، المبايع لتنظيم "داعش"، الذي تمدد إلى بلدة حيط، فيما واصل النظام وروسيا خرق الاتفاقيات مع المعارضة في الجنوب السوري، مع دخول قوات النظام إلى طفس.