يبدو أن مرحلة ما بعد تنظيم "داعش" ستتسم بدور فاعل للجيش العراقي، وسط تقارير تظهر أن قوته تضاعفت خلال ثلاث سنوات، وذلك في إطار استراتيجية اتبعتها واشنطن بهدف مواجهة المليشيات وعدم السماح لها بالتفوق على القوات العراقية الشرعية.
حمل وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، في زيارته إلى بغداد، والتي سينتقل منها إلى أربيل، عدداً من الرسائل، إذ إنه شدد على أن التركيز حالياً هو على إلحاق الهزيمة بـ"داعش"، في رفض لمشروع كردستان الانفصال عن العراق.
قال مسؤول عراقي بارز في بغداد، اليوم الخميس، إن العراق بدأ بمراجعة شاملة لبنود صفقة تسليح أبرمها مع الجانب المصري العام الماضي، تقضي بتزويد العراق بذخيرة وأسلحة متوسطة وخفيفة وعربات مصفحة
يرى وزير الدفاع الأميركي السابق، آشتون كارتر، أن تحرير مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية لا يعني القضاء بشكل نهائي على تنظيم ( داعش)، لكنه اعتبر، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن "هروب قادة التنظيم إلى الصحراء ينسف خطابهم الدعائي".
اشتد الصراع بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وبعض قادة "الحشد الشعبي"، على خلفية المعارك. الأمر الذي فسّره بعضهم بأنه صراع سياسي، علماً أنه اتخذ مساراً أكثر حدة مع إعلان العبادي أن "الحشد لم ينتظر الأوامر بل ذهب للحدود السورية".
بدأت مليشيات "الحشد الشعبي" تحركات لضم قوات عشائرية مناهضة لـ"داعش" إلى صفوفها، بعد فترة من تهميشها ورفض الاعتراف بها، وهو ما يُفسر كرد من إيران على الضغط الأميركي لسحب المليشيات من المدن المحررة.
لم يعد توصيف ما يجري في سورية ثورة ضد نظام الاستبداد، وإنما صراع مع الإرهاب وحرب ضده، بسبب مليشيات القوى الأصولية والمتطرفة، والتي احتشدت بصفتها قوى سنية ضد ما تجمع من قوى مسلحة شيعية استقدمتها إيران، وفي مقدمتها حزب الله.
تشهد العلاقات بين الجيش الأميركي في العراق وعشائر الأنبار، تطوراً بعد مرحلة سادها فتور، إذ عاد التنسيق والدعم الذي تقدمه واشنطن لقوات العشائر التي تحارب "داعش"، وسط حديث عن رغبة أميركية بأن تتكون أجهزة أمن الأنبار من أبنائها.
كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد" أن إيران أرسلت 40 طائرة مسيّرة، إضافة إلى مساعدات عسكرية أخرى لمليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، من دون علم حكومة بغداد، في وقت تبدو فيه واشنطن متجهة لرفع مستوى تواجدها في العراق.