الصراع في ليبيا وعليها لا يتعلق بالأمن المصري، ولا بأمن الشعب الليبي واستقرار بلاده، بل في النفوذ والمصالح الدولية والإقليمية. ولذلك لن تصل رسائل السيسي إلى مبتغاها، ولن يُجدي الحديث عن استعراض القوة
قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أمس الاثنين، إن محادثات دولية جرت لإنهاء الحصار المضروب على تصدير النفط منذ يناير/ كانون الثاني من قبل قوات شرق البلاد التابعة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
ترتسم في المشهد الليبي ملامح حرب باردة بين أطراف دولية، تتّخذ من فاعلين محليين أذرعاً لدعمها، ورغم الأهداف الاستراتيجية لأولئك المتصارعين، إلا أنّ ورقة النفط تبدو أهم كلمات السر لفهم أطراف هذا الصراع، آخرها ملامح تحالف روسي فرنسي بالجنوب.
لا يزال التحشيد العسكري والدبلوماسي يجري في كواليس أزمة ليبيا بعيداً عن التصريحات والمواقف الرسمية من قبل قادة الاطراف الليبية وداعميهم الخارجيين، في وقت توسعت فيه رقعة الصراع والجدل المكتوم لتطاول محيط سرت والجفرة وتحديداً باتجاه مناطق النفط.
يتواصل الحراك الدبلوماسي والسياسي، في الكواليس، بشأن الأزمة الليبية، في الوقت الذي تشير فيه المواقف المعلنة، داخلياً وخارجياً، إلى حجم التداعيات التي خلفها انهيار مشروع اللواء المتقاعد خليفة حفتر العسكري، خصوصاً في صفوف حلفائه وداعميه.
يشتد الصراع في ليبيا حول من يسيطر على منطقة الهلال النفطي، الواقعة معظم أجزائها في إقليم برقة (شرق)، لكن إقليمي طرابلس (غرب)، وفزان (جنوب غرب)، يستحوذان على أكثر من ثلثي إنتاج وصادرات البلاد من الغاز الطبيعي، وعلى أكبر حقل نفطي.
في وقت تدرس فيه القاهرة خطواتها التالية في الملف الليبي، مع تقديرات لأجهزة أمنية تحذر من الغرق في مستنقع يصعب الخروج منه بحال التوغل البري، فإن الإمارات والسعودية تمارسان ضغوطاً على مصر للتدخل العسكري المباشر، كما تكشف مصادر لـ"العربي الجديد".
في ظل تسارع الأحداث في ليبيا وتغيّر بعض المواقف بعد تقدّم حكومة الوفاق، يبقى الانقسام قائماً حول مصير سرت، في ظل ممانعة أوروبية لسيطرة الحكومة على المنطقة، مقابل قناعة أميركية بضرورة طرد روسيا من هناك، كما تكشف مصادر لـ"العربي الجديد".
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
العربي الجديد
23 يونيو 2020
عصام عبد الشافي
باحث وأكاديمي مصري، دكتوراه الفلسفة في العلوم السياسية، يعمل أستاذاً للعلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة رشد التركية، من مؤلفاته: البعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية (2013)، السياسة الأمريكية والثورة المصرية (2014).
ماذا يقف وراء قول الجنرال عبد الفتاح السيسي، في إحدى القواعد العسكرية التي تم تطويرها بأموال إماراتية وخبرات روسية، وعلى بعد أكثر من ألف كيلومتر من مدينتي سرت والجفرة الليبيتين أن هاتين المدينتين خطٌ أحمر! هل بدأ المخطط لتقسيم ليبيا؟