شكلت كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية في 6 فبراير/شباط الماضي فرصة للنظام السوري من أجل جني مكاسب اقتصادية وسياسية، ويبدو أنه يستميت من أجل استغلال هذه الفرصة لرفع العقوبات المفروضة عليه أميركياً وأوروبياً، على خلفية تعامله القمعي مع شعبه.
دخلت المزيد من المساعدات العربية والدولية إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال، ومناطق النظام السوري، في سورية، فيما حذر حقوقيون سوريون البرلمان الأوروبي من التعامل مع منظمة "الهلال الأحمر السوري" كممثل عن السوريين في مؤتمر المانحين في بروكسل.
المتابع لفيض الإنسانية الإماراتية يلحظ انشغالها بجميع مناطق النظام، فأمس الإثنين على سبيل المثال، وصلت طائرة مساعدات إلى مطار اللاذقية محملة بأربعة وعشرين طناً من المساعدات، وهبطت طائرة، في اليوم نفسه، بمطار دمشق، محملة بثلاثين طناً من المساعدات..
تجاوزت رحلات طائرات الجسر الجوي القطري، الذي تسيره دولة قطر إلى متضرري زلزال تركيا وسورية، 50 رحلة، حملت على متنها معدات طبية ومستلزمات أساسية للعوائل المتضررة، وأكثر من 1200 خيمة عائلية ومواد غذائية، فضلاً عن 360 وحدة سكنية جاهزة.
تتوالى المساعدات المقدّمة إلى النظام السوري عبر المطارات والحدود البرية لدعم المتضرّرين من الزلزال الأخير، فيما أعلنت حكومة النظام عن "خطة عمل وطنية" للتعامل مع آثار هذا الزلزال.
جاءت كارثة الزلزال لتشكّل قشّة النجاة الأخيرة لبشار الأسد، فهي التي ستنتشله من المستنقع الذي يتخبّط فيه، وهو يبدو مستميتاً للاستفادة من المساعدات الدولية الموجهة إلى السوريين، في الوقت الذي يضع فيه نفسه حلّاً للمشكلات الشرّيرة التي أوجدها.
منذ اللحظة الأولى للزلزال، أعلن السوريون في تركيا النفير العام، وانتشرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإغاثة المنكوبين، والانتقال إلى المواقع المتضررة للمساهمة في أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض.
بعد أكثر من أسبوعين على وقوع الزلزال المزدوج المدمر في جنوب تركيا وشمال سورية، في السادس من الشهر الجاري، تعمل تركيا على محاسبة المقاولين ووضع الخطط لبناء منازل، فيما تستمر المساعدات في الوصول إلى البلدين
أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّها سوف تستفيد من الرفع المؤقت للعقوبات المفروضة على سورية بعد الزلزال المدمّر، بهدف السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية بسهولة أكبر في هذا البلد الذي مزّقته الحرب.
يستغل رئيس النظام السوري بشار الأسد التعاطي العربي الإنساني مع سورية بعد الزلزال، ومؤشرات توسع الانفتاح العربي على نظامه، وهو ما حاول توظيفه في زيارة لسلطنة عُمان لم تحدث مفاجأة بحدّ ذاتها.