يبدو أن الانقسام التركي الداخلي حول إدارة ملف الأزمة السورية والتحالف الدولي واضح تماماً، وهو الأمر الذي تعمّق مع هجوم "داعش" على مدينة عين العرب السورية، ذات الغالبية الكردية، الذي أثار احتجاجات كبيرة في الشارع الكردي بتركيا.
سيطر مقاتلو "داعش" على المربع الأمني بمدينة عين العرب، وباتوا على مسافة أقلّ من كيلومتر واحد من الحدود التركية، بينما دعا مبعوث الأمم المتحدة لسورية، ستيفان دي ميستورا، أنقرة للسماح للمتطوعين الأكراد بالعبور إلى المدينة للمشاركة في الدفاع عنها.
تتّجه أنظار الجميع إلى تركيا وإلى قرارها للتدخّل العسكري، من أجل منع سقوط مدينة عين العرب السورية ذات الأغلبية الكردية بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لكن الأتراك حسموا موقفهم "لن نتدخّل ما لم تتمّ الموافقة على شروطنا".
لن تدخل تركيا الحرب على داعش، إلا بتحقيق شروط ثلاثة حددها الرئيس أردوغان، هي: "إسقاط نظام الأسد، المنطقة العازلة، تدريب المعارضة المعتدلة"، ولم توافق عليها واشنطن بعد.
تُعتبر تركيا أكثر الدول الموضوعة تحت المجهر، في موضوع سقوط مدينة عين العرب (كوباني) من عدمه. لا يتعلّق بقصر نظر أو سوء تخطيط، فكل ما تبغيه أنقرة هو الاستفادة من استنزاف الأكراد و"داعش" معاً.
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، اليوم الأربعاء، دعمه لإقامة منطقة عازلة بين سوريا وتركيا، وفق ما ذكر بيان صادر عن قصر الإليزيه الرئاسي.
الأرشيف
الأناضول
08 أكتوبر 2014
حمزة المصطفى
كاتب وباحث سوري في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وسكرتير تحرير مجلة سياسات عربية. ماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من معهد الدوحة للدراسات العليا. صدر له كتاب "المجال العامّ الافتراضي في الثورة السورية: الخصائص، الاتجاهات، آليات صناعة الرأي العامّ".
على الرغم من أسبقيتها ومكانتها الرمزية في الثورة السوريّة، فإن عين العرب أو "كوباني"، كما يحب أن يسميها سكانها الأكراد، وقعت ضحية صراع الدواعش والآبوجيين وتشابكاته الإقليمية والدوليّة، وهو صراع لا يمت لسورية، بعربها وكردها، أو لثورتها بشيء.
طلب رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلّم، المساعدة التركية بوجه "داعش". فاستغل الأتراك الفرصة لـ"الشماتة" بأكراد سورية بسبب وقوفهم مع النظام السوري، وانتقاد نائب رئيس الوزراء التركي لهم قائلا " إن كان هناك حامٍ للأكراد في سورية، فهي تركيا".
يفاوض رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي"، صالح مسلم، الاستخبارات التركية في أنقرة، حيث يشترط الأتراك على أكراد سورية الابتعاد عن النظام السوري والانضمام إلى الجيش الحر ورفع إعلان الحكم الذاتي لبعض المناطق.
أجرى زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي"، جناح "العمال الكردستاني" في سورية، صالح مسلم، محادثات مع المسؤولين الاتراك في أنقرة، حيث تم إبلاغه بالشروط التركية لمساعدة الأكراد في سورية.