أنقرة تبلغ شروطها لصالح مسلم لدعم أكراد سورية

أنقرة تبلغ شروطها لصالح مسلم لدعم أكراد سورية

05 أكتوبر 2014
أنقرة تطلب من مسلم فك ارتباطه بالنظام السوري(فرانس برس)
+ الخط -
علمت "العربي الجديد" أن الحكومة التركية دعت صالح مسلم، زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي يعتبر جناحاً سورياً لحزب "العمال الكردستاني" التركي، لزيارة أنقرة، التي وصل إليها ليل الأحد، لإبلاغه بشروطها مقابل تقديم الدعم التركي لأكراد سورية في معركة عين العرب. وتفيد مصادر "العربي الجديد" بأنه تم توجيه الدعوة إلى مسلم، أثناء تواجده في العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، قبل أيام، وبأن المحادثات مع المسؤولين الأتراك لا تجري بشكل مباشر بل عبر وسطاء.

وكشفت مصادر "العربي الجديد" عن أن أنقرة تفرض ثلاثة شروط على "الاتحاد الديمقراطي" لبدء الدعم العسكري في معركة عين العرب: أولها وقف التعاون والتنسيق مع النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد، وثانيها إنهاء إعلان الحزب مناطق الإدارة الذاتية في كل من عين العرب، عفرين، والقامشلي، قبل التشاور مع باقي الأطراف في المعارضة السورية. أما ثالث الشروط فهو عدم القيام بأية خطوات تهدد الامن على الحدود السورية التركية.

ولم تتغير هذه الشروط منذ اللقاءات الأولى، التي أجراها رئيس الوزراء التركي الحالي، أحمد داوود أوغلو، حين كان وزيراً للخارجية، مع مسلم العام الماضي.

وكان مسلم قد أكد، في معرض إجابته عن أسئلة أحد الصحافيين في كوبنهاغن حول المنطقة العازلة، التي تنوي الحكومة التركية  إنشاءها، أن "الاتحاد الديمقراطي" سيعارض هذه المنطقة في حال لم يتم التشاور معه.

وتأتي هذه التطورات بعد اللقاء، الذي جمع كلاًّ من داوود أوغلو، ورئيس حزب "الشعوب الديمقراطية"، الجناح السياسي لحزب "العمال الكردستاني"، صلاح الدين دميرتاش، في الاول من أكتوبر/ تشرين الاول الجاري، إثر قيام الأخير بزيارة خاطفة إلى مدينة عين العرب ذات الأغلبية الكردية، والتي تحاصرها قوات تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش). وتعاني المدينة من هجرة سكانها إلى تركيا، تحت وطأة الاشتباكات المندلعة بين "داعش" وقوات الحماية الشعبية.

وكان ديميرتاش قد أكد، إثر لقائه داوود أوغلو، للصحافيين أنه "نتمنى أن يتم التواصل مع الهيئات التابعة لـ (الاتحاد الديمقراطي)"، مجدداً تأكيد أن "الحزب لا يشكل أي تهديد لتركيا، وأكدنا أهمية فتح الحوار مع قياداته حول فتح ممر لإيصال المساعدات العسكرية، وأكدت الحكومة أنها ستقوم بدراسة الأمر، كما شرحنا للحكومة بأن (الاتحاد الديمقراطي) منفتح للتواصل مع أنقرة".

من جهته، أكد داوود أوغلو، في مقابلة تلفزيونية، أجرتها معه بشكل مشترك محطتان محليتان، في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، أنه لن يسمح بسقوط عين العرب بيد "داعش"، قائلاً: "لا نريد أن تسقط مدينة عين العرب في سورية، وسنفعل كل ما هو لازم حتى لا يحصل ذلك". وأشار إلى "وجود وضع مأساوي على الحدود العراقية السورية، وهو ليس مستقلاً عن الظروف داخل تركيا". وأضاف أن "حزب الاتحاد الديمقراطي يدفع ثمن الأخطاء، التي قام بها مذ كان هو وزيراً للخارجية".

ويوضح داوود أوغلو أن "مسلم رفض الاستجابة للنصائح التركية، التي طلبت منه التعاون مع قوات الجيش السوري الحر، للعمل على حفظ الامن في المناطق الشمالية، وعدم السماح لكل من المنظمات الإرهابية والنظام السوري بالدخول إليها". وأكد أنه "لو استجاب مسلم لتلك النصائح، لما كان داعش الآن بهذه القوة".

من جهته، حذر زعيم حزب "العمال الكردستاني"، عبد الله أوجلان، المعتقل في سجن أمرلي، خلال الأسبوع الماضي، من أن "عملية السلام بين حزبه والدولة التركية ستنتهي إذا سُمح لتنظيم داعش بارتكاب مجزرة في بلدة عين العرب السورية الحدودية، والتي تقطنها أغلبية كردية".

المساهمون