كانت ظاهرة قائد مليشيا فاغنر، يفغيني بريغوجين، صنيعة للحكم في موسكو، وقد ارتدّ السحر فيها على الساحر، واستغرق تمرّد صاحبها أزيد من مائة يوم، وشكّل صدعاً في تماسك النخبة السياسية والعسكرية الحاكمة، وألقى بذور التمرّد في أجواء ساخنة محتقنة.
الدعم الغربي العسكري، الذي جعل القوات الروسية تواجه مقاومةً شرسة في أوكرانيا، كشف عن أخطاء عملياتية كثيرة لدى الجيش الروسي، وجعل الصراع والسجال بين "فاغنر" ووزارة الدفاع يخرج عن السيطرة، وبلغ ذروته مع إعلان بريغوجين تمرّده.
استهدف قصف شنّته طائرات مسيّرة مجهولة، ليل الخميس- الجمعة، قاعدة جوّية في شرق ليبيا ينتشر فيها عناصر من مجموعة فاغنر الروسيّة، من دون أن يُسفر عن خسائر بشريّة، وفق ما أعلن مصدر عسكري.
يثير تمرد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة الذي لم يكتمل، الأسبوع الماضي، تساؤلات حول مصير الشبكة الواسعة للعمليات العسكرية والتجارية للمجموعة في مناطق من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
هل يمكن أن تمرّ محاولة انقلاب صريحة بدون محاسبة؛ وعلى نظام كان الروس يتوجّسون من انتقاده في سرّهم؟ وكيف ستردع الدولة، في حال غضّت الطرف عنه، من قد تراوده هذه الفكرة مستقبلاً؟
نفى الرئيس الأميركي جو بايدن علاقة الغرب بتمرّد مجموعة "فاغنر" في روسيا، مؤكداً في الوقت نفسه أنه "من المبكر" التوصل إلى "استنتاجات حاسمة" بخصوص هذا التمرّد.
لم يكن تمرد قائد مجموعة مرتزقة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، ومحاولته الوصول إلى موسكو لإطاحة مسؤولي وزارة الدفاع، محاولة الانقلاب "المثالية" التي تحلم بها الولايات المتحدة، والتي راقبت بحذر التطورات الروسية، وجلّ ما تتمناه إضعاف النظام الروسي.
تحوّل مؤسس "فاغنر" يفغيني بريغوجين، من الصديق المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومؤدي الأدوار القذرة لموسكو خارج حدودها، إلى المطلوب رقم واحد، بعد إعلانه التمرّد. ورغم إنهاء التمرد و"التسوية"ـ إلا أن علاقته بالقيادة الروسية لن تعود إلى سابق عهدها.
تحوّل رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، في الساعات الأخيرة، من أحد رجالات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أكبر مصدر تهديد له ولحكمه.
يتمثل هدف الولايات المتحدة في السودان في الحد من العنف أولًا، ثمَّ وقف القتال بشكل دائم، والعودة إلى حكم مدني في البلاد ثالثًا. وهي تعمل على تحقيق ذلك مع شركاء إقليميين ودوليين، مع إبقاء ملف~ الوساطة بين طرفي النزاع محصورًا بينها وبين السعودية.