نفت وزارة الدفاع التركية سحب قواتها من إدلب، بعد ساعات من مقتل جنديين في هجوم صاروخي، هو الأول من نوعه الذي تشنّه جماعات "راديكالية" ضدها في إدلب، فيما حاولت موسكو استثماره لتحريض أنقرة على فصائل المعارضة في المنطقة.
مع استمرار الغموض قائماً حول مستقبل إدلب، على الرغم من صمود اتفاق وقف إطلاق النار حتى اليوم، طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسوية جديدة على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تقوم على التشارك في إدارة حقول النفط في دير الزور.
يرجَّح ألا يصمد الاتفاق الأخير بين الروس والأتراك بشأن محافظة إدلب طويلاً، في ظلّ الخروق المتزايدة لقوات النظام السوري، التي تكرّر ما فعلته في هدن سابقة، أي تجاهل الاتفاق والسعي للحلول العسكرية.
انسحبت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، فجر اليوم الأحد، من قريتين جنوبي إدلب، شمال غربي سورية، كانت سيطرت عليهما مساء السبت، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصلّ إليه بين كل من روسيا وتركيا.
استأنف مقاتلو المعارضة السورية، اليوم الخميس، قصف مدينة سراقب الاستراتيجية بمحافظة إدلب الشمالية الغربية، وكذلك طريق "إم 5" السريع الواصل بين دمشق وحلب، بالتزامن مع هجوم معاكس شنته قوات النظام على مدينة حلب.
قبيل ساعات من القمة التي تجمع، اليوم الخميس، الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، لبحث التطورات في الشمال السوري، ارتكب الطيران الحربي الروسي مجزرة في معرة مصرين بريف إدلب الشمالي، ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
شنت قوات النظام السوري هجوماً على محاور جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، في حين تناقل ناشطون سوريون أنباء عن إصابة العميد بقوات النظام سهيل الحسن، المشهور بـ"النمر"، جراء قصف تركي على محور مدينة سراقب، شرق إدلب، شمال غربي سورية.
الأرشيف
أحمد الإبراهيم
04 مارس 2020
حمزة المصطفى
كاتب وباحث سوري في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وسكرتير تحرير مجلة سياسات عربية. ماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من معهد الدوحة للدراسات العليا. صدر له كتاب "المجال العامّ الافتراضي في الثورة السورية: الخصائص، الاتجاهات، آليات صناعة الرأي العامّ".
تبدو معركة إدلب في سورية معركة تركيا في ظل تراجع قوات المعارضة السورية، واشتراطها ضمنيا انخراطًا عسكريا تركيًا مباشرا بعد تجارب مريرة سابقة. لدى أنقرة خياراتٌ كثيرةٌ في إدلب، أكثرها سوءا القبول بالوضع الحالي، لأنه ينهي دورها في الحل السياسي.
بعدما نجح النظام السوري وبدعم روسي، في تحقيق تقدم بالفترة الأخيرة في حربه على إدلب ومحيطها، تحركت الفصائل المقاتلة أمس بعد فشل المفاوضات التركية الروسية، وشنّت هجوماً مضاداً نجحت خلاله في استعادة بعض المناطق.
شنّت الفصائل المقاتلة، اليوم الخميس، هجوماً على قوات النظام السوري في بلدة النيرب شرق إدلب. وقال مراسل "العربي الجديد"، إن الهجوم سبقه قصف كثيف من قبل الفصائل على مواقع النظام، بمشاركة من النقاط التركية المنتشرة في المنطقة.