في مواجهة التعزيزات التركية المستمرة في إدلب، أرسلت المليشيات الإيرانية وتلك المدعومة من إيران المقاتلة إلى جانب النظام السوري، مزيداً من التعزيزات إلى خطوط المواجهة، في شمال غرب سورية.
سيّر الجيش التركي اليوم الاثنين دورية مع الجيش الروسي في ناحية عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، بالتزامن مع إقامته ثلاث نقاط جديدة في ريف إدلب شمالي غربي سورية.
واصلت تركيا تعزيز قواتها العسكرية في إدلب، عبر إرسالها أرتالا جديدة في الآونة الأخيرة، في سياق تطبيق اتفاق موسكو الموقّع عليه مع الروس، وربما لمواجهة المجموعات المتشددة.
يحاول النظام السوري التذرّع بالرفض الشعبي لمرور الدوريات الروسية على طريق "أم 4" وإعلان موسكو أنها أعطت أنقرة مهلة من أجل حلّ الموضوع من أجل استكمال محاولاته للسيطرة على الطريق، فيما استقال قائد الجبهة الوطنية للتحرير بعد اجتماع للفصائل بأنقرة.
قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا قتلت عشرات العسكريين الأتراك أثناء عملياتها العسكرية في سورية، وإن واشنطن ستواصل تقديم الدعم لتركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي.
على الرغم من أن الهدوء الحذر بقي مسيطراً على إدلب ومحيطها أمس الاثنين في اليوم الـ11 لتوقيع اتفاق موسكو، إلا أن روسيا ادعت أن "تشكيلات إرهابية" أعادت تسليح نفسها، تشنّ هجمات مضادة، في مؤشر على نيّة الروس العودة للتصعيد العسكري.
تعرض الاتفاق الروسي التركي حول تسيير دوريات مشتركة على طريق "ام 4" إلى أول اختبار ميداني، إذ تم اختصار مسار الدورية بعد قيام مواطنين بإغلاق الطريق الدولي بالإطارات المشتعلة عند جسر أريحا.
تدخل الثورة السورية عامها العاشر، من دون قدرة روسيا على إعلان نصرٍ نهائي لها في هذا البلد، في ظلّ عوامل إقليمية ودولية متشابكة ومتناقضة، واصطدام تحدي إعادة الإعمار بعوائق السياسة والاقتصاد.
بدأت تركيا العمل، بعد الاتفاق مع روسيا، على تسيير دوريات مشتركة على طريق "أم 4"، على ترتيب وضع الفصائل في إدلب، عبر دمجها تحت راية واحدة، لكنها تواجه معضلة أن "تحرير الشام" تريد أن يكون لها يد عليا في القرار.