لم يكد الجزائريون ينتهون من جمعة الاحتفاء بالذكرى الأولى لاندلاع الحراك الشعبي، والتي شهدت مظاهرات حاشدة في العاصمة وأغلب المدن الجزائرية، حتى كان الحراك الطلابي في الموعد اليوم الثلاثاء لإحياء ذكرى مرور عام على دخول الطلبة على خط الثورة الشعبية.
تشير اللقاءات المتتالية التي يعقدها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، مع شخصيات معارٍضة، إلى نجاحه في اختراق جدار المعارَضة، ولا سيما بعد تغيير موقف أحزاب عدة من رفض التعامل معه ومع السلطة، إلى الاجتماع به والانخراط في الحوار.
دعا رئيس البرلمان الجزائري سليمان شنين نواب الكتل السياسية المعارضة، الذين جمدوا نشاطهم في وقت سابق، إلى العودة للنشاط النيابي "تعزيزاً للجبهة الداخلية"، وذلك بعد أشهر من تجميد كتل نيابية لعضويتها ومقاطعة الجلسات النيابية.
الأرشيف
عثمان لحياني
11 فبراير 2020
أنور الجمعاوي
أستاذ وباحث جامعي تونسي، فاز بالجائزة العربيّة للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة لتشجيع البحث العلمي (فئة الشباب) من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. له عدة أبحاث وكتب.
صعود الفعل الاحتجاجي وامتداده حرّر المواطن العربي، إلى حدّ معتبر، من سلطة الأب البيولوجي، ومن وهم الزعيم الملهم، والرئيس المنقذ، ومن وصاية رجل الدين التابع للنّظام. وأسّس لوعي جمعي جديد يؤمن بثقافة حقوق الإنسان، ويعتبر الحكم تكليفا لا تشريفا.
التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رئيس الحزب المركزي لـ"إخوان الجزائر" (حركة مجتمع السلم)، في سياق مسار حوار سياسي يجريه تبون لوضع تصور لخطة إصلاح سياسي ودستوري ينوي تنفيذها للاستجابة لمطالب الحراك الشعبي، وإطلاق مسار انتقال ديمقراطي جدي.
رفضت السلطات الجزائرية الترخيص لقوى المعارضة الديمقراطية، بعقد مؤتمر حوار سياسي تشارك فيه عدة أحزاب ومنظمات مدنية وشخصيات مستقلة، ما اضطرها إلى نقل انعقاده إلى مقر حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية".
تضم الحكومة الجزائرية الجديدة، التي تشكلت بخلفية اقتصادية صرفة، عدداً من الوجوه التي كانت معارضة للنظام السابق، وكانت قد اعترضت حتى على ترشح الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات، فيما برزت انتقادات لتشكيلة الحكومة، التي تضم 39 وزيراً.
خطت السلطة السياسية في الجزائر اليوم باتجاه تنفيذ تدابير تهدئة جدية عبر الإفراج عن عدد هامّ من الناشطين الموقوفين، اعتبرت إشارات إيجابية إلى الحراك الشعبي تمهيداً لبدء حوار سياسي، كان أحد أبرز شروطه المسبقة الإفراج عن الناشطين.
يؤدي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليمين الدستورية قبل نهاية الأسبوع الجاري، بعد إعلان المجلس الدستوري خلال الساعات القادمة عن النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي.