مع قرب طي صفحة تنظيم "داعش" في الجانب السوري بآخر معاقله في منطقة الباغوز، تسرّع بغداد الخطى لحسم ملف مدينة سنجار، والتي تشهد مشاكل حالت دون عودة سكانها، أبرزها حزب العمال الكردستاني، والخلافات بين القوى السياسية، وتغول المليشيات الكردية الأيزيدية.
أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" اقترابها من إنهاء وجود تنظيم "داعش" في الجيب الأخير من بلدة الباغوز السورية، إلا أن المعارك الضارية وقتال عناصر "داعش" حتى النهاية، بالإضافة إلى أسباب سياسية، قد تؤخر الحسم.
شكّلت الحكومة العراقية قيادةً عسكرية موحدة في كركوك، ضمّت إلى جانب قوات الجيش والشرطة، فصائل "الحشد الشعبي"، وذلك وفقاً لرؤية جديدة اعتمدتها، وتهدف إلى تعزيز قبضتها على المدينة، واستبدال أغلب القوات السابقة التي شاركت في اقتحام كركوك بعد استفتاء
يحاول أكراد سورية إيجاد حل للمأزق الذي يواجهونه. فمع اقتراب المعركة مع تنظيم "داعش" في الباغوز من الانتهاء، ما سيؤدي تلقائياً إلى انسحاب القوات الأميركية، تضيق الخيارات أمامهم لحماية أنفسهم من أي عملية تركية قد تستهدف مناطقهم.
دخل رئيس إقليم كردستان العراق السابق مسعود البارزاني وسيطاً لترتيب وضع البيت الكردي الداخل بهدف التوصل إلى حل لملف من سيمسك الأرض في شرق الفرات في سورية، وسط التشديد على أن البشمركة الكردية العراقية لن تتدخل في سورية.
تواصل المعارضة السورية محاولاتها لإيجاد حل لمن سيسيطر على منطقة شرق الفرات، وسط تزاحم أجندات الدول والأطراف الفاعلة على الأرض، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سحب القوات الأميركية من سورية.
إذا كان ولا بد من منطقة آمنة في زمن الحرب، وقبل الوصول إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في المناطق الكردية، يجب أن لا تفتح هذه المنطقة باباً لنزاعات وعداوة مع الشعب الكردي على أرضه بما يهدد وجوده ومستقبله.
وجّه رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، مساء اليوم، بسحب قوات مكافحة الإرهاب من محافظة كركوك (المتنازع عليها بين بغداد وأربيل)، واستبدالها بقوات خاصة، بينما أكد مسؤولون أنّ هذا الإجراء جاء وفقًا لتفاهمات للتهدئة في المحافظة.
عادت الأوضاع في محافظة كركوك المتنازع عليها إلى التصعيد من جديد، وسط اتهامات كردية لإدارة المحافظة بإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة، بينما يجري الحديث عن وساطة أميركية قريبة لتهدئة أزمات المحافظة.
بدأت تتكشف فصول جديدة من الحوار القائم بين "الإدارة الذاتية" والنظام السوري، برعاية روسية، حول منطقة شرقي نهر الفرات، وسط غضب شعبي بين سكان المنطقة العرب، ورفض في الأوساط الكردية للاعتراف بالنظام.