طعمُ السكّين

06 يناير 2019
جان ديبوفيه/ فرنسا
+ الخط -

كان موسم
كان موسم الجَراد
وكان النهارُ حارّاً جدّاً
ذابَ شَعري
انحَدَر على ظهري كالشمع.
كان موسم الدبابير
وكان النهارُ حارّاً جدّاً
انصهرَت عيناي
انحَدَرت على وجهي كالحِمم.
كان موسم الخنافس
وكان النهارُ حارّاً جدّاً
انفجرَ رأسي، وخرَجَت الشمس


■ ■ ■


شعراء/ قصائد
في الأساس
يصنع الإنسان الصادقُ
شاعراً بائساً
الصدقُ ضروري
لأصحاب الخُلُق الحسن.
رغم ذلك
فالأكاذيب حِكمٌ هزيلة
الأكاذيب مناخاتنا الأخلاقية
تُخلّف طعمَ موسيقى
في أفواهنا.
لذا
هذه قصيدةٌ
قطعةٌ من زجاج
ننظرُ إلى بعضنا من خلالها


■ ■ ■


دبّ "بيسي" الحالم
ذهَبنا جميعاً إلى المدينة ذات يوم
ذهَبنا إلى متجرٍ
واشترينا لكِ أحذيةً جديدة
حمراء بكعوب عالية

لم نعد نَراكِ منذ ذلك الحين


■ ■ ■


الرحلة
هذه الخيول تأكلُ من دلاء
يُوشّي الندى حوافها
مثل أساور من فضّة
تلمع في شمس الصباح.
هذه الخيول تميلُ بأعناقها
لتلتقط الألجمة
ملساء مثل ظهيرة نهارٍ صيفيّ
بعكس جلودها القاتمة.
هذه الخيول تخفي عيونها
تحت سحُبٍ من الظلام
وتمشي على أقدام من العاج
سالكةً الدرب المألوف.
أنا الحوذيّ
أنا المسافر.


* Marnie Walsh شاعرة وروائية أميركية، من سكّان أميركا الأصليين (1916 – 1996)، ترصد كتاباتها الواقع القاسي لأبناء جلدتها، والقصائد أعلاه من مجموعتها "طعمُ السكّين" الصادرة عام 1976، حيث يشير العنوان إلى طقسٍ تقليديّ يتم فيه اختبار صدق الرسول عن طريق وضع سكّين في فمه؛ إذا قطعت السكين لسانه أثناء الكلام، فهو يكذب، وبخلاف ذلك، فهو يقول الحقيقة. معظم قصائدها تدور في فلك هذا النوع من الحقيقة، الحرفيّة والثابتة.

** برغم الإجتهاد في البحث، لم تتوفر صورة للشاعرة، وهو ما قد ينطوي على مدلولات إقصائية.

*** ترجمة عن الإنكليزية خلدون عبد اللطيف

المساهمون