دفعتُ عني العارض الذي ألَمّ بي، وأسدلت الستار، أعتذرت للدمى، وأكدت أن عِلّتي الواحدة أنني أرى الأشياء الجامدة بمنظور مختلف تماما، لا كما يراها الآخرون، وإنْ تسلقت وأزلت الستار، لا يمكنني رؤية العجوز وهي عارية!
كنت أتخلَّف وراءه بعض الشيء وأدعه يمشي، أتأمل فقط ما يدلني على أنه صار حمارا كاتبا بأذنيه أو بشيء يربطه بهذا الفعل الإنساني الراقي الذي هو الكتابة، والذي لا علاقة بها للحمير ولا باقي الحيوانات الأخرى بما فيها الخيل والبغال.
... هي ما تبقى من امرأة قديمة تعيش زمنها القريب، على مشارف المنحدر، سعيا بين فم الحوش وفم"النوالة أمُّ قُب" ترقب طلوع شمس يوم جديد من أرض بادية، لعل المسارب تلوح لها يوما من بعيد بشبح جحش.