أحمد الصباهي (فلسطين)

إذا كانت حجة وزارة العمل اللبنانية في قرارها أخيرا تأمين فرص عمل للشباب اللبناني، فقد بينت دراسة أن اللاجئين الفلسطينيين ينفقون 340 مليون دولار سنويا في لبنان، وهذه مساهمة كبيرة في الاقتصاد، وخصوصا في المناطق النائية، حيث تتركز التجمعات الفلسطينية.

ماذا يتبقى لنا، لو ذكر التاريخ يومًا أن شعبًا عربيًا، قبل في النهاية، ورضخ وباع أرضه مقابل مبلغ مالي بخس، لأغلى أرض وطأتها أقدام البشر، وهي وطننا. بل ماذا سنقول للشهداء والأسرى؟ ماذا سنقول للثكالى من أمهات وزوجات؟

من كان يتصور أنّ مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان سوف تتحول بعض أحيائها إلى وكر لمروجي المخدرات وتجارها من لبنانيين وفلسطينيين؟ والحقيقة المرّة أن هذه الظاهرة المدمّرة آخذة في الانتشار بين مختلف الأعمار من الشباب، ما يستدعي العمل على مواجهتها.

انتهت المجزرة في نيوزيلندا بسقوط فلسطينيين شهداء أيضًا، وكأن عقيدة القتل الإسرائيلية تلاحق الفلسطينيين أينما حلّوا، لكن هذه المرة بثوب رجل أسترالي أبيض، وُصف بالعنصري.

ما هو الثمن الذي جناه "عرب وارسو" فيما يخص إيران؟ لا شيء، لأن الفشل كان ذريعاً بربط الملف الفلسطيني بالملف الإيراني، لتصفية القضية الفلسطينية، وإجبار الفلسطيني على تلك الرؤية باعتبار أن نتنياهو سيحارب نيابة عنهم "الخطر الإيراني".

الفصائل الفلسطينية تسحب المزيد من البساط الشرعي على حساب السلطة الفلسطينية، وما يجري حاليا سيؤدي الى مزيد من الانكماش والترهل، ولربما سنشهد اليوم الذي ستندثر فيه السلطة وجوديا بعد أن بدأت تباشير انتهائها سياسيا، فهل من منقذ؟

منطق العزة والكرامة واستعادة الحقوق عبر المقاومة هو تاريخ منطقتنا الذي تحرّر من الاستعمار الأجنبي، وإن الاستثناءات التي أدت بالمستعمر أن يعطي استقلالا لدولة عبر الاتفاق أدت إلى ترك هيمنة سياسية واقتصادية على تلك الدول.