رشيد ازروال

لا تلوي على شيء في الصبيحة/ كل النهارات/ نجوم تزيّن جلباب الليل/ هذا الليل الطويل/ يحك أنفه المتورّم/ ينفض سواده الحالك من غبار النجوم/ يضع طاقية الشتاء/ ويتّكئ على فرو ذئاب ثلجية/ هذا الليل... / يقرفص تحت النافذة.

تغوي النجمات بالنعاس بين الحشائش الندية/ من أجل هذا / لا تدخل الظلمة إلى الحديقة. / بقايا ربيع في الحدقة/ الأشعة سلالم الشمس/ ترتقي السلالم / وتقطف ما لذ وطاب لعينيك من شعاع/ السنابل/ سبيكة الذهب.

أقلقنا راحة الأرض/ وكنّا رعاة للآثام/ قتلنا السنديان/ وحطمنا فسائل الفرح الأرضي/ هشمنا رؤوس الورد/وسفكنا الأحلام/نحن جناة على السطح/والأعماق بلهاء لا يكترث لها أحد/الأيام تندلق من أصابعنا/ والليالي تنطفئ بإغماضة عين/ النهارات تمضي ولا تشيب/النهارات لا تشيخ/ الليالي رحم/والنهارات مواليد.

يهدهد الجرس النحاسي كرضيع يبكي الحليب/ ويصعد إلى القرميد الأخضر... يكنس/ يرد الأوراق الميتة إلى تربة الجذر/ ويتوعد الحيل بخرطوم مياه/ يرقع الراية البالية بضمادات النوستالجيا/ ويحيي الديكتاتور/ يرسل الوعول إلى الأيام/ ويخرج ما تبقى من نمور من علبة ثقاب.