زياد عدوان

لم يعُد حضور اللاجئين في المسرح الألماني مقتصراً على العروض التي تتناول قضاياهم، إنما أيضاً من خلال الفضاءات المفتوحة لنقل تجاربهم. في هذا السياق، استضاف "مسرح شاوبونه"، في برلين، مؤخّراً، العرض المسرحي "رسائل وطن" الذي تناول مشاكل التواصل والعنصرية والاندماج.

تفترض مسرحية "كتيب لبداية جديدة للعالم" للمخرجة الألمانية جيسيكا غلاوز أن البشرية قد فنيت، وهي تقتبس عرضها من كتاب علمي ينتمي إلى مجال بيولوجيا الفضاء يعتبر فيه مؤلفه، لويس دارتنيل، أن المعرفة العلمية ستوفر إمكانية البداية من الصفر.

تقدّم فنان الأداء جوزيف غيبونز من أمين صندوق بنكٍ في نيويورك، وفي يده ورقة كتب عليها "هذه عملية سطو". هرب بـ 1002 دولار، وحين أُلقي عليه القبض، تبيّن أن ما قام به كان عملاَ فنّياً.

تختبر مسرحية "إلى أن تتوقف قلوبنا" التي عُرضت، أخيراً، في ميونخ المسافات الاجتماعية وأثرها على العلاقات، فتطرح سؤالاً جريئاً "هل من حدود لتلامس أجسامنا؟". عملٌ يتمرّد على الحياة المرسومة بدقة، من خلال ستة راقصين، يجسّون المسافات الاجتماعية بينهم وبين الجمهور.

يماهي المخرج اللبناني الكندي بين حياة شقيقته في لبنان والممثلة على الخشبة في كندا، مقارباً حال المرأة تحت رحمة التفاصيل ووطأة الهويات. "الأخوات" مونودراما نسوية تتجاوز فيها العلاقة مع اللغة الوظيفة الإخبارية أو التعبيرية، مقدمة نماذج إنسانية ضائعة بطموحاتها وذاكرتها.

تستعيد "تخيّل المستقبل" التي عرضت أخيراً في برلين لحظة مفصلية في تاريخ تشيلي، وتسجل موقفها من ضعف السياسيين وسخف الإعلام في لحظات مصيرية. عملٌ يقارب آخر يوم لرئيس التشيلي الأسبق سلفادور اللندي، حيث تلتفّ مجموعة من الوزراء حوله، ويندلع الجنون.

لا توجد أحداث درامية في "عائلة التفاح"، المخرج الأميركي ريتشارد نيلسون يقدّم أفراداً يمضون حياتهم كما هي الحياة في مسرحية تمتد لعشر ساعات. عملٌ ليس مهمّاً فيه الوصول إلى نتائج وقناعات في مواضيع العائلة؛ ما يهم هو القدرة على التكلم.

بعد 25 قرناً على مسرحية سوفوكليس، اختار المخرج الإيطالي روميو كاستولوتشي فريقاً نسائياً لتمثيل شخصيات "أوديب الطاغية"، مقارباً بذلك مفاهيم العصر المتحوّلة حيث تتخطى أسئلة أوديب مفهوم الذكر لنفسه لتصبح أسئلة تعني الأنثى أيضاً.

يسأل المخرج الألماني توماس أوسترماير سؤال شكسبير الشهير على نحو مختلف: لِمَ نرغب جميعاً في أن نكون هاملت؟ العمل، الذي يعاد تقديمه في برلين 14 و15 آذار/ مارس، يقرّب الشخصية الاستحواذية والمضطربة من زماننا.

تستند المسرحية الأرجنتينية "الماضي"، التي تُعرض في برلين الشهر المقبل، إلى مقابلات مع أشخاص عاشوا في مدن اختفت أو تعرضت لتغيّرات دراماتيكية. تحاول المخرجة القول إن فهم الماضي لا يتم بمعزل عن التغيّرات الكبرى من حولنا.