عبد القادر الشاوي

من خلال القضية الفلسطينية، كانت القوى ذات الطابع الوطني في المغرب أبلغ من غيرها في التعبير الصريح عن المناصرة التامّة للمقاومة، والتأكيد على دعمها.

على العرب واليهود أن يفكّروا في الواقع ويعلموا أنه "ليس باستطاعة أحد الطرفين القضاء على الآخر نهائيا". هذا ما اقترحه ذات يوم علال الفاسي حلًا لقضية فلسطين.

الآراء التي عبّر عنها قادة الفكر والعمل السياسي في المغرب حيال القضية الفلسطينية، نشرت في دوائر ضيقة، فلم يكتب لها أن تنتشر، رغم أنها على ارتباط بقضية كبرى.

لا تحتاج الحرب إلا إلى حماقة، أو إلى استفزاز، أو إلى تشنّج.. فهل تحصل بين المغرب والجزائر بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى نقطة حرجة؟

من ينظر اليوم إلى الطبيعة الخاصة التي عليها العلاقات المغاربية، ثنائية وجماعية، يلاحظ، أن مختلف النظم الحاكمة تعيش على الهامش من تطلعات شعوبها.

موضوع الفتح الإسلامي المقرون بالغزو، أو بالتذويب، لا يصمد في وجه أي تحليل منطقي معقول، مهما كانت مقدّماته التاريخية وأسانيده الثقافية والإيديولوجية.

ثمّة دعوات منغلقة تعادي القومية العربية وتنعتها بالعرقية لهضم حقوقها، فيما هي تمجد الماضي "العرقي" وتبتعث أمجاده من الضَّبَائر التاريخية التليدة.

بعد أن عبّر وزير خارجية الجزائر أحمد عطّاف خلال حواره مع قناة الجزيرة عن رأيه باتحاد المغرب العربي، ردّت عليه الأمانة العامة للأخير، ببيان غريب.

حين أُجْهِض "التنوير" الذي صاحب الأماني الاستقلالية، وصودرت الأشواق الديمقراطية، تحوّل الأدب إلى واقعية نقدية، أما الثقافة فأضحت معركة من أجل التغيير.

عملت السلطات الحاكمة في الدول المغاربية على تقديم الدعم السياسي والمالي للقضية الفلسطينية بهدف سحب ثورتها إلى مجالات أخرى لا يكون لها أي تأثير على بلدانها.