ضربت صنعاء القديمة بصواريخ التحالف مرات عديدة، وعلى الرغم من تضخمها السكاني، وفقدت أسر فيها أبناءها؛ فإن سكانها ما زالوا يحيون بالأمل، وحب الحياة، يمارسون حياتهم، ويتسامون على الجراح، آملين يوما أن تتوقف الحرب التي أنهكتهم، واثقين بالفرج القريب.
دفعت قساوة الحرب أطفال اليمنـ، وكذا ضنك العيش، وفقدان العائل، إلى ترك مدارسهم، وترك أحب شيء إليهم، وهو اللعب مع الجيران في أزقة الشوارع، دفعتهم إلى البحث عن مصدر رزق، يوفرون به لقمة عيشٍ لهم ولأسرهم.
وقع اليمنيون أسرى ثالوث الحرب والجوع والمرض؛ حرب أكلت الأخضر واليابس لم يشهدوا مثلها من قبل، بل هي حروب شُنت على الشعب اليمني، وأخرى أهلية بين اليمنيين أنفسهم يذوقون ويلاتها كل يوم، لم تسلم من نارها المدن والقرى المكتظة بالسكان.