لسنا، نحن السوريون، قادرين على تحمّل مسؤولية أنفسنا، ولا بدّ للعالم أن يتحمّلها، وبما أن الأخير عاجز عن حلها، نجد أنفسنا ضمن الفضاء ذاته (السوريون الضحية)، نلقّم نشرات أخباره وصحفه بأدسم الموادّ وأكثرها جاذبية.
حالة الخلط التي أحدثها النظام في سورية في المجتمع بين الدين والسياسة كانت الأكثر نجاعةً وفاعليةً وقدرةً على تحقيق مخططاته في تحويل سورية إلى "مزرعة" خاصة به، وبعائلته وحاشيته، ثم ضمان سيطرته على جماعاتٍ متنافرة وتضليلها وخداعها ونهب خيرات البلد.
في الأدبيات الشعبية مثل فحواه "يا غريب كن أديب". للأسف، أساء بعض السوريين فهم هذه المقولة، وبالغوا في تهميش ذواتهم وإضفاء اللامعنى على قضاياهم، وبعضهم إلى الآن مصرّون أنهم دخيلون على المجتمعات، ومن حقّها أن تجلدهم وتسلبهم أدنى حقوقهم.
تحوّلت بعض المدارس الخاصة إلى "تجارةٍ" احتكرتها الطبقات المقتدرة، أو المقرّبة من السلطات، ومورس فيها أسلوب إداري رديء، ذلكَ أن هذه المدارس لا تخضع دائماً لشروط التعليم العام، وتُراعى فيها معايير خاصة، ما كرّس التفرقة على صعد التنشئة والفرص والتوظيف.
استجداء مشاعر الكائنات الأخرى لإيقاف العنف ضد المرأة لن يجرّ إلا إلى مزيد من الجرائم، فهو إقرار بأن المرأة بحاجة لمن ينصفها، وأنه إذا رفض الآخر هذه الحاجة فستُقتل كل يوم، سواء قتل بمعناه المادي أو المعنوي