تشهد الانتخابات البرلمانية العراقية وجود الكثير من أبرز نجوم الرياضة، الذين اقتحموا المشهد السياسي عبر ترشحهم للانتخابات التي ستقام في الثاني عشر من شهر أيار/ مايو المقبل، إذ انطلقت السبت رسمياً الحملات الإعلامية للائتلافات والأحزاب السياسية المشاركة.ومع بدء الحملات الانتخابية، اقتحم نجوم الرياضة العراقية المشهد بترشحهم للانتخابات المقبلة من أجل وصولهم إلى كرسي البرلمان، والحصول على مقعد لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب العراقي، لتصحيح مسار الرياضة العراقية التي ما زالت تعاني من الإهمال وسوء التخطيط بكافة الألعاب الرياضية.وفي هذا التقرير، يستعرض (العربي الجديد) أبرز نجوم الرياضة العراقية الذين أعلنوا عن ترشحهم الرسمي للانتخابات البرلمانية العراقية.نجوم منتخب العراقأبرز الأسماء التي أعلنت عن ترشحها للانتخابات البرلمانية هم النجوم السابقون لمنتخب العراق، وعلى رأسهم أسطورة الكرة العراقية أحمد راضي، والذي أعلن ترشيحه للمرة الثانية في الانتخابات البرلمانية، بعدما شارك في الدورة الانتخابية السابقة لكنه لم يظفر بعدد الأصوات الكافية كي يكون تحت قبة البرلمان العراقي، ليعود راضي ويدخل المعترك الانتخابي بترشيح جديد عن العاصمة بغداد.
كما دخل السباق الانتخابي اللاعب الدولي السابق باسل كوركيس، أحد نجوم العراق الذين شاركوا في مونديال 1986، والذي يشغل حالياً منصب مدير منتخب العراق لكرة القدم، ولم يفوت الدولي السابق حيدر عبد الرزاق الفرصة على نفسه أيضاً ورشح نفسه للانتخابات فهو أحد نجوم البطولة الآسيوية 2007، والذي لعب للطلبة لفترة طويلة، بالإضافة إلى المهاجم السابق لمنتخب العراق صاحب عباس واللاعب الذي مثل كربلاء والطلبة والزوراء، بالإضافة إلى لاعب منتخب العراق سابقاً شاكر محمد صبار.رياضيون آخرونوعلى صعيد متصل، وقريباً من كرة القدم، دخل مدرب منتخب العراق لكرة الصالات هيثم بعيوي الانتخابات البرلمانية عن محافظة النجف، ويعد بعيوي من أكثر الشخصيات المهمة في الرياضة العراقية لا سيما أنه حقق إنجازات عدة لمنتخب العراق لكرة الصالات خلال الفترة الأخيرة، كما يشغل هيثم بعيوي عضو الهيئة الإدارية لنادي نفط الوسط في العراق، كما رشح أيضاً لاعب منتخب العراق السابق بكرة اليد كمال عبد الواحد.بطل العراق بالسباحةولم يفوت بطل العراق وآسيا السابق بالسباحة سرمد عبد الإله الفرصة على نفسه، بالدخول إلى الانتخابات البرلمانية العراقية، ويشغل عبد الإله حالياً منصب رئيس اتحاد السباحة في العراق والأمين المالي للجنة الأولمبية العراقية، وعضو الاتحاد العربي للسباحة. العداءة ميساء حسينأعلنت العداءة الأولى في العراق لركض المسافات الطويلة سابقاً، والتدريسية حالياً في كلية التربية الرياضية ميساء حسين، والتي مثلت العراق في أكبر المحافل الدولية والعالمية في الساحة وميدان، عن ترشيحها للانتخابات البرلمانية.بطل ألعاب القوىكما أعلن رئيس اتحاد ألعاب القوى العراقي وبطل العراق وآسيا في اللعبة طالب فيصل عن ترشيحه للانتخابات البرلمانية، بالإضافة إلى عدي الربيعي عميد التربية الرياضية في العراق، وبطل سابق بلعبة الجودو، كما يشغل الربيعي منصب الأمين المالي وعضو الهيئة الإدارية لنادي الشرطة، وأحد أكبر الأندية في العراق، كما دخل سباق الانتخابات الكابتن محمود عباس لاعب ومدرب المنتخب العراقي السابق بالتايكواندو وحكم معتمد في الاتحاد العراقي المركزي للتايكوندو.سباق غير مضمون!ويعد سباق الرياضيين العراقيين نحو قبة البرلمان، في خضم سعيهم إلى الحصول على الأصوات والدخول في مجلس النواب العراقي، سباقاً غير مضمون؛ فلم يسبق أن شهدت العمليات الانتخابية التي مضت، فوز أحد الرياضيين العراقيين بالرهان، بل كان كل من يدخل في خانة السياسية للترشح يعود خاسراً، وعانت الرياضة العراقية خلال السنوات الماضية من الإهمال وغياب بناء المنشآت الحديثة، وغياب التشريعات القانونية في الرياضة، وهو السبب الرئيسي الذي جعل الرياضيين يتسابقون للدخول في الانتخابات المقبلة لإنقاذ الوضع الرياضي قبل فوات الأوان.
يحتضن "متحف المتروبولتان" في نيويورك معرضاً استعادياً للفنان الأميركي من أصول أفريقية كيري جيمس مرشال. ويضم المعرض، الذي يستمر حتى الـ 29 من كانون الثاني/ يناير، أكثر من ثمانين عملاً، 72 منها لوحات فنية. ليس مرشال من الفنانين المعروفين في العالم العربي لكنه يستحق، دون شك، الاحتفاء به، حيث تؤرخ أعماله وبطرق مبتكرة، على طريقة الـ"ماستر" أو الأستاذ الكبير، فنياً لحياة السود الأميركان وتاريخهم السياسي والاجتماعي.
تحاكي أعمال مرشال الكثير من الأعمال الكلاسيكية في أسلوبها والمعرفة التقنية والمقدرة البارعة على تجسيد مواضيعه. ولا يتوقف عند محاكاة كلاسيكيات الفن ومدارسه الغربية بل يحاكي مدارس أكثر حداثة في بعض أعماله. مع الانتباه بالطبع إلى غرفه من فن القارة السمراء الذي ألهم أصلاً حركات ومدارس الفنية الغربية من خلال مجموعة من أبرز روادها.
المثير في تاريخ مرشال هو التناقض، الظاهري على الأقل، بين إدراكه العميق والواعي في ما يخص غياب السود من لوحات الفنانين الكبار في الفن الأوروبي/ الأميركي الأبيض، ناهيك عن تأريخه لحياة السود في الولايات المتحدة بصورة نقدية وبارعة من جهة، وبين حبه لهذا الفن ورؤيته لأعماله بأنها وإن لم تنتم تماماً لسياق وسلسلة تقاليد الفن/ الرسم الغربية إلا أنها كانت مجبرة على مواجهتها من الدخل من أجل تمثيل السود لا جعلهم مجرّد "موضوع".
عايش مرشال، والذي ولد في ولاية آلاباما عام 1955، حركة الحقوق المدنية التي اجتاحت الولايات المتحدة وقادها الأميركان من أصول أفريقية من أجل الحصول على حقوقهم الكاملة في ظل نظام التفرقة العنصرية الذي كابدوه طويلاً. ذاق مرشال تلك التفرقة كطفل ورصدت ذاكرته الكثير من حوادث القتل والهجوم على كنائس للسود وحرقها وقتل المدنيين على يد عنصريين بيض. هذه الذاكرة الفردية والجمعية هي التي يستقي منها لوحاته ويستعيد من خلالها بعضاً من الحوادث المفصلية.
في واحدة من لوحاته المؤثرة يرسم الفنان بورتريهاً لنفسه مستوحى، كما يقول في أحد لقاءاته، من رواية رالف إليسون "رجل غير مرئي" (صدرت 1952) والتي تجسد حياة رجل أسود في الولايات المتحدة وكيف يبقى غير مرئي للأغلبية البيضاء. تعد الرواية من كلاسيكيات الأدب الأميركي التي تظهر معاناة السود والعنصرية ضدهم. وفي اللوحة، التي أنجزها عام 1980، يرسم مرشال بورتريهاً ذاتياً لأنا سابقة له. فيصوّر ملامحه وبشرته بلون أسود غامق مع خلفية سوداء كذلك، تؤدي إلى شعور بالارتباك عند المتأمل لصعوبة قراءة ملامح الشخص فتجعله مُضطهداً، غير مرئي، من قبل ذاته نفسها. وبذلك يصور الاغتراب الذاتي عند المضطَّهدين ومراحل عديدة يمرّ بها الشخص في ما يخص الهوية الفردية وانتماءاته. تلعب الصورة كذلك على الصورة النمطية والعنصرية التي كان يُصوَّر بها الأميركان من أصول أفريقية كأشخاص مبتسمين دائماً، يلعبون دور "المهرج" في نظر الآخر "الأبيض"، أي الأميركي من أصول أوروبية.
لا يؤرخ مرشال في لوحاته المركبة لنضالات ومآسي السود الأميركان فقط، بل يأخذ اليومي ليحاكي كذلك الأعمال والمدارس الكلاسيكية على طريقته. في إحدى لوحاته الشهيرة، والمعروضة ضمن المتحف، يصور فيها واحداً من الأماكن المركزية في ثقافة الأميركان من أصول أفريقية ألا وهو "الحلّاق". ولا يلعب الحلاق في ثقافة الأميركان البيض تلك الأهمية كما لدى الأميركان من أصول أفريقية (والتي نعرفها في العديد من المجتمعات العربية) وفي سياقه الاجتماعي والدور المميز للحلاق ومكان الحلاقة.
في لوحته التي حملت عنوان "De Style" يتحاور مرشال مع حركة الرسم الهولندية التي ظهرت بدايات القرن العشرين (1917- 1931) في أمستردام وحملت اسم "De Stijl" بالهولندية ولم تقتصر على الرسم بل ذهبت إلى التصاميم المعمارية واليومي كالأثاث وحتى الموسيقى، وإن كان تأثيرها هناك ضئيلاً جداً، وعكفت فكرياً وفنياً على تجميل اليومي وجعله متناسقاً واستخدام الألوان الأساسية.
يحاكي مرشال في لوحته بعضاً من مبادئ الحركة في الخطوط والألوان وتجميل اليومي والموضوع ولكنه يذهب مجدداً إلى أبعد من ذلك في الحركة والجماليات. ومن المثير في لوحات مرشال لعبة الألوان الحادة، حيث الأحمر والأسود والأزرق وغيرها تتوزع في اللوحة بطرق كلاسيكية تحافظ من جهة على مسألة النسب في ما بينها ولكنها تعود لتكسرها من خلال إبراز كل لون بشكل مستقل.واحدة من لوحاته البارزة بعنوان "بورتريه ناد تيرنير مع رأس سيده" وأنجزها عام 2011، وهي من اللوحات النادرة التي يظهر فيها شخص أبيض. يتناول فيها حياة ناد تيرنير الذي عاش ما بين 1800 و1831، وقاد ثورة في ولاية فرجينيا ضد استعباد السود، قُتل خلالها بحسب أرقام رسمية حوالي 65 أبيض، وأُعدم أكثر من 55 ثائراً أسود كما قُتل أكثر من 200 شخص أسود في أعمال انتقامية من قبل بيض يمينيين دون أن يكون لهم أي يد في الثورة. بعد إخماد الثورة بشكل وحشي قُبض على ناد تيرنير وأعدم.
ليس فن مرشال فناً اعتذارياً بل إنه ينبع من موهبة خاصة تثريها المعرفة والوعي بتاريخ شعبه وفنونه. إنه الفنان المتمكن من أدواته الذي يؤرخ بصورة مبدعة لمسيرة شعب مضطهد.