المذهبية

الفشل السوري اليوم انعكاسٌ لفشل الجماعات السورية التي يجمعها، على اختلافها، إصرار كل جماعةٍ على النظر إلى سورية من منظورها الخاص، أي منظور سيطرتها. بما يعني أنّ على الجميع العمل على أرضية الوطنية السورية إن أرادوا تجاوز هذا الفشل.

فرضت جماعة الحوثي في اليمن "مدوّنة السلوك الوظيفي" على موظفي الدولة، في محاولة لتقويض المشترك الوطني من البنى المؤسسية والقيمية، وإخضاع المجتمع لهويتها المذهبية عبر فرضها على المجالين، العام والشخصي.

يشمل التمدّد الإيراني دولا وأقاليم في قارات مختلفة، ويتخذ أشكالا متنوعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا/ مذهبيا، ما يخلق مجموعة من الفرص والمخاطر التي ينطوي عليها هذا التحرّك في ضوء تعدّد الساحات والقوى وتعارض المصالح وتضاربها.

جرّب العراق أن تنشئ سلطتهُ السياسية الدولة ومجتمعها، أو بناء كيان نظامه من الخارج. وفي الحالتين، تستخدم التناقضات الداخلية والخلافات الحادّة لتكريس سطوة من طرفٍ على آخر. وما إن يتسلّط أحدهم حتى يبدأ بقمع الجدل، ثم ينفجر مجدّداً لتولد مرحلة جديدة.

خروج احتجاجات مشابهة للتي في السويداء في مناطق سورية أخرى تحت سيطرة الأسد احتمال قائم، ويمكن أن يعيد الصراع إلى أساسه بين مصالح الناس ومصلحة طغمة الحكم، وأن يستعيد الصراع الذي تحوّل في بازار السياسة وسيلة في صراعات أوسع لا تعبأ بمصالح السوريين.

لم تتحقّق أيّ خطوة من خطوات الإصلاح التي تعدّ الطبقة الحاكمة الشعب العراقي بها، بل أبعد من ذلك، تستمر هذه الطبقة بممارسة نهجها الطائفي، بتوظيفه في الخطاب والممارسة، عبر سياسة إقصاء ألوان الطيف المجتمعي والتمييز والتهميش والمحاصصة والانقسام.

حرب الساعات الـ12 يوم الخميس الماضي في بيروت فيها تكثيف لكثير من محطات لبنان في سنوات ما بعد حربه الأهلية. هي تذكّرنا بأنّ اندلاع الحرب مجدّداً، لا جولات الاقتتال المحدودة، حتى ولو كان احتمالاً ضئيلاً، ليس مستحيلاً أبدا.

مؤسسات إعلامية ضخمة مالكة عدة فضائيات كانت تملك التفاهات وتبثّها تحت اسم الفن، وفي الوقت نفسه، تبثّ الفتنة والتفاهات والتحريض ضد الاختلاف والتنوع، والدعوة إلى نبذ الفنون والجمال وتحوير النصوص الدينية، والبحث عن أحاديث غير مسندة، تسفّه الجمال.