الدواء في الأردن: صادرات تزيد نمواً

الدواء في الأردن: صادرات تزيد نمواً

11 فبراير 2015
صناعة الأدوية الأردنية تعزز الناتج المحلي (جون كريستوف/فرانس برس)
+ الخط -
يمثل قطاع الصناعة الدوائية أحد أهم روافد الاقتصاد الأردني، ويتمتع بسمعة رفيعة على ‏المستويين المحلي والخارجي. وقد تطورت صناعة الدواء في المملكة خلال السنوات الأخيرة، مع نمو مساهمتها في الناتج المحلي من 8% في عام ‏‎2008‎‏ إلى ‏‎9‎‏% في ‏عام ‏‎2014، وفق التقارير الرسمية. كما بلغت قيمة صادراتها نحو‎600 ‎‏ مليون دولار، محتلة المرتبة الثانية من إجمالي ‏الصادرات الوطنية بعد قطاع التعدين.‏ 
ويوجد في الأردن ‏‎17‎ شركة تنتج الأدوية والمواد الطبية، إلى جانب ‏‎119‎‏ شركة لصناعة ‏مستحضرات ومواد التجميل.‏
ويشغّل قطاع الأدوية نحو ‏‎ 8آلاف عامل إلى جانب ثلاثة آلاف‎‏ فرصة عمل في قطاعات غير ‏مباشرة مثل التعبئة والتغليف والشحن والتسويق.
ويرى الخبير الاقتصادي محمد خصاونة، أن صناعة الأدوية في الأردن، تعتبر قطاعاً صغيراً نسبياً، ‏لكنها تواصل التوسع بمعدل سريع، فقد وفّر اعتماد الشركات المصنعة على المهارة الفائقة ‏والمعرفة، ميزة استطاع من خلالها هذا القطاع تجاوز أزمة تكاليف الوقود التي عانى منها ‏القطاع الصناعي بسبب الاعتماد شبه الكلي في الأردن على المستوردات الطاقوية.‏
وأرجع الخصاونة في تصريح إلى "العربي الجديد" نجاح قطاع الصناعة الدوائية إلى وجود ‏الخبرات والكفاءات العلمية الأردنية التي بدأت منذ ستينات القرن الماضي بالتأسيس لهذه الصناعة، ‏إضافة الى الاتفاقيات التي تمت بين شركات الأدوية ‏متعددة الجنسيات والشركات المحلية. فضلاً عن أن النمو الاقتصادي الذي شهده الشرق ‏الأوسط، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي قد أسهم بشكل أو آخر في نهضة صناعة ‏الدواء في الأردن، إذ وفر لها أسواقاً هامة لتصدير نحو ‏‎80‎‏ % من إجمالي الإنتاج المحلي.
وبيّن رئيس الاتحاد الأردني لمنتجي الأدوية، صلاح المواجدة، بأن الاتحاد يعكف حالياً على ‏إعداد استراتيجية متكاملة تركز على زيادة الحصة الدوائية في الأردن، والدخول إلى ‏مجموعات علاجية جديدة، مثل علاجات السرطان والأدوية الحيوية، وتوسيع أسواق التصدير ‏بحيث يتم الوصول إلى دول جديدة وواعدة في أفريقيا وأميركا الجنوبية. لا سيما أن الدواء ‏الأردني منافس جداً ووصل إلى أسواق مهمة في أوروبا وشمال أفريقيا وأميركا الشمالية.‏
‏وأكد المواجدة في لقاء مع "العربي الجديد" إن من أهم التحديات التي تواجه الصناعة الدوائية ‏تتمثل في قضايا الملكية الفكرية وارتفاع تكلفة الطاقة، وأضاف: "لكن ‏الصناعات الدوائية تكيفت مع مواجهة هذه التحديات، وتمكنت من الانطلاق إلى أسواق عالمية".‏ ولفت المواجدة إلى أن قطاع صناعة الدواء ساهم في تعديل الميزان التجاري الحكومي بعدما ‏تبنى خلال العقود الخمسة التي مضت اقتصاد المعرفة، والربط بين العلوم والأبحاث ‏والتكنولوجيا، بهدف رفع إنتاجيته، ومواءمة صناعته للمتطلبات العالمية.

المساهمون