ما هو الاقتصاد الريعيّ؟

ما هو الاقتصاد الريعيّ؟

17 نوفمبر 2014
غياب مصادر التنوع الاقتصادي في لبنان(جوزيف عيد/فرنس برس/getty)
+ الخط -
غالباً ما يوصف الاقتصاد اللبناني بأنّه اقتصاد ريعي من دون أن تلاقي ‏هذه الصفة من يلتقط معناها الحقيقي، لا سيما من جانب الرأي العام ‏المتابع. فالمواطن اللبناني يعيش تداعيات الاقتصاد الريعي في يومياته، ويعجز في المقابل عن إدراك ‏مخاطره ونتائجه على تفاصيل حياته.‏

مصدر واحد
في التعريف العام، الاقتصاد الريعي هو اعتماد الدولة على مصدر واحد ‏للريع (الدخل)، وفي معظم الحالات يكون مصدراً طبيعياً ليس بحاجة إلى ‏آليات إنتاج.‏
أما الاقتصاد الريعي المعاصر فيتخذ شكل اقتصاد الخدمات، سواء كانت ‏مالية أو عقارية، أو ما بات يعرف بالاقتصاد الافتراضي. والأخير هو النقيض ‏للاقتصاد الإنتاجي الذي يتشكّل من نمو قطاعات الزراعة والصناعة والاستثمارات ‏على أنواعها.‏
ولهذا فإنّ الاقتصاد الذي يقوم مثلاً على نمو حجم الودائع المصرفية أو سندات الخزينة ‏السيادية أو تطور الأسواق المالية، أو حتى على سوق العقارات والنفط والثروات الطبيعية، هو عملياً ‏اقتصاد ريعيّ معرّض للمخاطر في كل لحظة. والخطورة تأتي من عدم تحقيق استدامة النمو، لا ‏سيما في حال نفاذ الثروات الطبيعية التي تعتمد عليها هذه الدول، فيصاب ‏الاقتصاد بالشلل.
كما أنّ الوجه المخيف لهذا الاقتصاد هو عدم قدرته على رفع الناتج ‏المحلي الإجمالي ومكافحة البطالة. لا بل هو المسؤول المباشر عن هجرة الشباب. إذ إن الاقتصاد الريعي يتركّز في قطاعات محددة جداً، ولا يخلق دورة اقتصادية متكاملة. ‏والاقتصادات التي تقوم على الريع لا توفر عادة فرص عمل ذات قيمة مضافة كافية لتستخدم ‏طاقات الشباب المتعلم. فيندفع هؤلاء إلى الهجرة ليحصلوا على ظروف ‏حياة أفضل وليرسلوا الأموال لدعم أسرهم، أو للإفادة من مهاراتهم التي لا تتوافر لها الوظائف في سوق العمل المحدود. ‏في المقابل، يستقدم النظام الريعي عادة عمالاً بأجور متدنية للقيام بأعمال ‏بسيطة، وهم أيضاً يحولون جزءاً كبيراً من مداخيلهم إلى بلدانهم بدل ‏المساهمة في الاقتصاد المحلي.‏
علماً أنه في عدد من البلدان، يتم الإفادة من الموارد المالية التي يؤمنها الريع لتوظيفها في قطاعات منتجة، تساهم في تحقيق الإنماء ‏المتوازن، وتأمين فرص العمل، وتطوير النمو.‏
عودة إلى لبنان، بعد اكتشاف الغاز والنفط، وبرغم عرقلة مشروع الاستخراج، لم يتم وضع خطة لتنمية القطاعات بحسب الأولوية ولمناطق الأطراف ‏الأقل تطورا حتى الآن. ولم يتم وضع تصور لتنمية طاقات الفئات الاجتماعية الفقيرة ‏والمتوسطة، والاهتمام بالإنتاج، وكل ما ‏يُساعد على تنمية مستدامة ومتوازنة.‏

دلالات

المساهمون