برنامج في غزة لتمكين المرأة اقتصادياً

برنامج في غزة لتمكين المرأة اقتصادياً

10 اغسطس 2015
مشاريع تساهم في دعم النساء في غزة (Getty)
+ الخط -
أطلقت حملة الإحسان التطوعيّة في قطاع غزة مشروعها الخيري الجديد، والذي يهدف إلى توفير فرص عمل ومصادر دخل للأسر المحتاجة من دون الاعتماد على المساعدات الخيريّة بالدرجة الأولى، وذلك من خلال إقامة مشاريع تنموية موجهة بشكل رئيسي إلى النساء. هذا العام، أطلقت الجمعية مشروعها الخاص بمساعدة الأسر الفقيرة، عن طريق تأمين مشغل خاص لتعليم أصول التطريز للنساء اللواتي تعاني أسرهن من انعدام مصادر الدخل.

معرض ترويجي
بالتعاون مع بعض المؤسّسات المجتمعيّة الأخرى، أُقرّ تنفيذ المشروع الذي ضمّ 16 سيّدة. يقول محمود خويطر، وهو أحد منسّقي الحملة، "حاول فريق العمل هذا العام، الابتعاد عن مجرد تقديم المساعدات المالية للأسر الفقيرة، وإقامة مشاريع تنموية لتحسين ظروف عيش المئات من الأسر الفلسطينية المحتاجة". ويُضيف لـ"العربي الجديد": "تطورت الفكرة لتضم 16 سيدة من هذه العائلات ضمن معايير خاصّة، ما دفعنا إلى التعاقد مع مشروع مركز "حياة الخيري" الذي قام بدوره بتوفير مدربات وقاعة لتدريب النّساء على مهارات التطريز وبعض الأشغال اليدويّة الأخرى، في مدّة استغرقت حوالى الثلاثة أشهر، تمكن خلالها النساء من تعلم مهنة والبدء بتنفيذ أشغال يدوية تطاول التراث الفلسطيني".

تعبّر ميرا النجّار، وهي إحدى السيّدات المشاركات في المشروع، عن سعادتها الكبيرة بما حقّقت من إنجاز، وكيف أصبح لها مدخول مادّي ومهنة اعتبرتها عظيمة، كونها تحافظ على جزء من تراث فلسطين المتمثّل في إنتاج المطرّزات اليدويّة وبيعها، إلى جانب تعلّمها العديد من الأشغال الأخرى التي ستمكّنها من توفير ما تحتاجه عائلتها المكوّنة من 9 أفراد.

بدورها، تعلّق حلا شومان، من متطوعات حملة الإحسان، "لاحظت السعادة التي غمرت السيدات طوال أكثر من شهرين في المتابعة والتعليم". وتقول لـ"العربي الجديد" إن السيّدات كن في كلّ خطوة جديدة يتعلمنها يظهرن فرحهن بتعلم شيء جديد ينقلنه لذويهن في المنازل، الأمر الذي يعتبر مفيدا لهن في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة.

قدرة وإصرار على العمل
حول تقبّل النّساء لفكرة العمل، يقول خويطر: "أثبتت النساء القدرة والإصرار على ممارسة المهنة بحرفيّة عالية، حيث أنتجت هذه المجموعة من النّساء أشغالاً يدويّة لافتة بإشراف مستمر من الحملة والمدرّبة، وبدأت عندها تراودهن فكرة إقامة معرض بسيط لترويج الأعمال وتسويقها، وقد تم التعاقد مع مجموعة من التجّار والمؤسّسات ذات العلاقة لدعم وتطوير أعمال النّساء، بالإضافة إلى إمكانيّة توفير مشاريع صغيرة لكلّ واحدة منهن". ويضيف: "سعينا جاهدين لإقامة المعرض وتوفير القاعات والموارد اللازمة له، كما سعينا في المعرض إلى مساعدة مجموعة من المشاريع الشبابيّة المبتدئة، من خلال توفير زوايا خاصّة لهم بالمعرض إلى جانب مشاريع النّساء. إذ يندرج هذا العمل أيضاً تحت بند الأعمال الخيريّة التي تقوم بها حملة الإحسان التطوعيّة".

في الواقع، لم يكن إنجاز مشروع خيري كهذا سهلاً بالنسبة للقيمين عليه، بحسب ما تؤكده نور البردويل، إحدى منسقات المشروع، وتقول "قبل مباشرة التدريب بأكثر من ثلاثة أشهر ونحن نحاول التعاقد مع مجموعة من المؤسسات لتبنّي الفكرة واحتضانها، إذ إن شحّ الموارد الماديّة شكّل عائقا أمامنا في تأخّر عجلة سير المشروع، إلا أن إصرار الفريق والنساء على المواصلة ساعدنا في بلوغ هذه المرحلة التي نطمح لها جميعاً". ويسعى القائمون على الحملة إلى دعم استمراريّة المشروع الذي يرون فيه فرصة كبيرة لتوفير حياة كريمة للعائلات الفقيرة من دون حاجتها إلى السؤال عن المساعدات، ذلك انطلاقاً من مبدأ "لا تعطني سمكة بل علّمني كيف أصطاد".

إنجازات محققة
يذكر أن حملة الإحسان بدأت كفكرة شبابية انطلقت من بعض الشباب عبر الإنترنت، وانتقلت إلى الواقع وتم تطبيقها لأول مرة كمبادرة شبابيّة تطوعيّة. وتتنوع الأعمال التي تقوم بها الحملة لدعم أهل غزة، ففي شهر رمضان، تقوم الحملة ببرنامج يسمى "لا نفطر سوا" لإفطار العائلات الفقيرة في غزة، من خلال تجميع وجبات الإفطار من بعض العائلات وتجميع المبالغ المادية من آخرين، ثم فرزها وتوزيعها على المحتاجين، وتقوم هذه الحملة على التمويل الذاتي، وتمويلها يكون عبر أعضائها من خلال ما يتيسّر لهم من أموال من عائلاتهم وأصدقائهم وكلّ من يرغب في التبرع من أقاربهم.

دلالات

المساهمون