أطفال الحروب.. علاج بالدراما الإبداعية

أطفال الحروب.. علاج بالدراما الإبداعية

06 يونيو 2016
تلعب السيكودراما دوراً في دعم أطفال الحروب (Getty)
+ الخط -
نيران الحروب قاسية على نفسية الصغار والكبار معاً، والأطفال الأكثر تضرراً بالطبع، وتعد الدراما الإبداعية من الأساليب الإرشادية الناجحة مع الأطفال بل هي سلاح مضاد ومقوٍ لنفسية الطفل التي شحنت بالآثار السلبية للمشاهد المدمرة.

الدراما الإبداعية هي عبارة عن تمرينات نفسية أو تدريبات سيكولوجية تعتمد على نظريات اللعب وفنيات الإرشاد بالسيكودراما، مع وسائل مساندة كالرسم والموسيقى، وفيها الطفل الذي يعيش ظروف الحرب يجد نفسه أكثر إبداعاً وانطلاقاً، وهذا عكس واقعة المليء بالحصار وتقييد الحريات، ويطلق عليها أيضاً الدراما العلاجية.

تختلف أساليب الدراما الإبداعية وتتنوع: لتجعل من أطفال الحروب أكثر قدرة على الصمود، والتعلم من التجارب واكتشاف الذات وتبني النماذج الإيجابية نحو حياة أفضل، بعيداً عن الخوف والقلق والعجز والقهر والذل. واتجاهاً نحو الشجاعة والإيجابية واحترام مشاعر الآخرين، تبني أساليب المساندة، تحقيق الذات بصمود وصبر وثبات على الحق، وتتنوع أساليب الدراما الإبداعية ما بين التعليمي والإرشادي منها:


1- أسلوب التعلم بالمحاكاة (التقليد)

يستخدم الاختصاصي المحاكاة والتقليد، أي المواقف النموذجية التي تقلد مختلف جوانب بيئة أطفال الحروب، ويسمح ذلك الإجراء للطفل أن يمارس مع الاختصاصي النفسي أنواعا من السلوك التي يكون فيها أقل كفاءة، وبذلك ييسر الإقلال من استجابات التجنب، وإعطاء استجابات الإقبال، ويستخدم في هذا الأسلوب لعب الدور وبعض صور معدلة من السيكودراما، والعلاج عن طريق اللعب.


2- أساليب النمذجة السلوكية:  

هي جزء أساسي من برامج كثيرة لتعديل السلوك عند الأطفال عامة وأطفال الحروب خاصة، وهي من أساليب تغيير السلوك حيث إن سلوك الإنسان عادة ما يتغير كنتيجة لملاحظة سلوك شخص قدوة أو ناجح، وملاحظة نتائج هذا السلوك الذي هو عادة يكون مرغوبا فيه وإيجابيا.



3- أساليب التنفس وتنمية الحواس:

إن تدريبات التنفس وتنمية الإدراك لدى الطفل موضوعان ينتميان أساساً إلى علم النفس الحركي، وإن هناك صلة وثيقة بين المسرح وبين علم النفس الحركي، وهذه التدريبات تنمي لدى الطفل وحدته النفسية والجسمانية من خلال الحركة التي يعيشها بنفسه ووجدانه، كما أن تدريبات التنفس تساعد تدريجياً على التعرف على خصائص هذه العملية وعلى إمكاناتها التعبيرية، وتدريبات التربية الحسية تنمي عند الطفل رهافة الحس والقدرة على إدراك الأشياء كما أنها تطور لديه قدرات الانتباه والتركيز.

في الدعم النفسي الأطفال بحاجة للاستمتاع بتمرينات الحواس، مثل تمرينات التي ترتكز على الإنصات، تمكن الأطفال من الارتخاء والشعور بالراحة، قد يكون الصمت والاستماع تجربة جديدة بالنسبة للأطفال، فيتصرفون بارتباك وقلق أثناءها لذا علينا تشجيعهم على تجربتها وبمرور الوقت سيعتادون الاستمتاع بلحظات الصمت التي يعيشونها.


4-  أساليب الاسترخاء:

أساليب الاسترخاء تستخدم في أغلب حالات الإرشاد النفسي باعتبارها أساليب تحصينية، تساعد على تهيئة العمل للجلسة الإرشادية بشكل عام، فضلاً عن كونها تستخدم على درجة الخصوص مستقلة، أحياناً أو كجزء من العلاج السلوكي لمشكلات مثل القلق ومشاعر التوتر عامة، كما

تعتبر تدريبات الاسترخاء مساعدة على تعلم الصبر والتحكم في الذات ومساعدة على إراحة الأعصاب بعد تدريبات التنفيس الانفعالي، وهي في غاية الأهمية في الدعم النفسي للأطفال، أطفال الحرب لا يجيدون ممارسة تدريبات الاسترخاء من الجلسات الأولى وذلك لكون ذواتهم ممتلئة بشحنات التوتر والعنف، فمن الصعب التحكم بأجسادهم إلا بعد جهد وصبر، وعلينا الاهتمام بها لأنها ضرورية للأطفال الناجين من الحروب لاستعادة ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على فعل جديد.



5- أساليب القصص السيكودرامية:

القصة السيكودرامية وأحداثها، وأشخاصها تستطيع أن تجسد على المسرح دفعات ورغبات الطفل - التي لا يريد مواجهتها في أشكال وصور من العلاقات الاجتماعية تنتهي إلى حلول مقبولة، مما يؤدي إلى تخفيف الصراع والمخاوف لدى الطفل، وعليه فتوضيح هذه العلاقة يمكننا من التعرف على دور القصص في مساعدة الأطفال على اكتشاف الحلول والإحساس بالألفة وعدم الفزع مما يدور في نفوسهم، ولم يجدوا له إجابة تطمئنهم لا من الكبار ولا من البيئة المحيطة بهم.


المساهمون