ذوو الإعاقة: علمني ولا تطعمني

ذوو الإعاقة: علمني ولا تطعمني

25 نوفمبر 2015
د.بتول خليفة أستاذ الصحة النفسية بجامعة قطر (المصدر)
+ الخط -
تشير التعريفات في منظمة الصحة العالمية إلى أن الأشخاص من ذوي الإعاقة الذين أصيبوا بعجز يعطل بعض القدرات لديهم، سواء على المستوى الجسماني أو الحركي أو الحسي أو النفسي أو الاجتماعي، فيكون بحاجة إلى مساعدة أو تقديم خدمات مُتخصصة له بطريقة أو بأخرى من المجتمع أو من الأفراد المحيطين بشكل مباشر.
وذلك حتى يستطيع أن يصل إلى ما لا يستطيع الوصول إليه بسبب إعاقته، بهدف تمكينه من التوافق مع متطلبات بيئته الطبيعية والاجتماعية، وكذلك تنمية قدراته للاعتماد على نفسه من خلال الخدمات الاجتماعية والتربوية والصحية والنفسية والرياضية والترويحية وخدمات التدريب المهني والتشغيل.

لذلك لا يمكن أن نطلق على هذه الفئة مسمى الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالاحتياجات معناها أن تطعمه وتقدم له خدمات خاصة فقط باحتياجه دون أن تؤهله وتعمل على تنمية قدراته، وأن تقصيه عن المجتمع، أما مصطلح ذوي الإعاقة ثم تذكر اسم الإعاقة وفقاً للقواعد المعيارية للأمم المتحدة، فهذا معناه أنك توجه الشخص من ذوي الإعاقة وتدربه سلوكياً ومعرفياً واجتماعياً على أن يتكيف مع إعاقته، وتقدم له الخدمات وفقاً للاختلال الجسدي أو العقلي أو الحسي، أو بسبب الأوضاع الطبية أو الإصابات العقلية. وقد تكون هذه الإعاقات أو الأوضاع أو الأمراض دائمة أو مؤقتة في طبيعتها".

لذلك مصطلح الأشخاص من ذوي الإعاقة يتضمن التالي: العناية الطبية، وإعادة التأهيل، وخدمات الدعم، بما فيها التكنولوجيا المُساندة، والخدمات الفنية والاجتماعية، التي تمكنهم من الوصول وتحمّل أقصى مستوى لهم من الاستقلال والعمل.

وكذلك تضمن مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقات، وعائلاتهم في تصميم وتنظيم خدمات إعادة التأهيل التي تتعلّق بهم.

اقرأ أيضا:هل تتقبل ابنك صاحب الإعاقة؟

وكذلك تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقات وعائلاتهم على المشاركة في إعادة تأهيل الآخرين، مثال ذلك: كمعلمين أو مدربين أو مستشارين، وكذلك لهم الحق وأهلهم في المشاركة وإبداء الرأي في تصميم وبناء البيئة الطبيعية.
وإمكانية الحصول المستمر على المعلومات حول السياسات والإجراءات المتعلقة، مما يتيح لهم فرص الوصول والتمكن في حياتهم، والوصول إلى المعلومات والخدمات الخاصة بالأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى المعلومات مثل الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية والبصرية، وصعوبات التعلم.

لذلك يعتبر تعريف الشخص أنه ذو إعاقة ويتبعه نوع الإعاقة تعرف لديه الخدمات التي يحتاجها، والتي تكون خاصة به فقط وبإعاقته، ومصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة يحدد احتياجه فقط المبدئي والأولي، ولا يحدد نوعية الخدمات الخاصة بكل إعاقة، وهو مصطلح غير دقيق ولا يعبر بشكل واضح ولا صريح عن نوعية الإعاقة، ولكل إعاقة خصوصيتها ونوعها الذي يميزها عن غيرها.

ويمكن أن يندرج كل ما سبق تحت مظلة التربية الخاصة، ويندرج، تحت التربية الخاصة، الأشخاص الموهوبون والعباقرة، ولهم، أيضاً، خدمات خاصة تميزهم عن غيرهم. وليس معنى ذلك أن نفصل الأشخاص من ذوي الإعاقة أو من ذوي الموهبة عن نسيج المجتمع وبنائه، فهم جزء لا يتجزأ عن هذا المجتمع، وهم مختلفون ونحن كذلك مختلفون، وكل منّا يحتاج إلى خدمات حسب اختلافه.

لذلك علينا أن نتبنى مبدأ أن تعلمني خير من أن تطعمني، أن تعلمني هو تعريف واضح ومحدد للإعاقة، وأن تطعمني أن تدعوني بأنني شخص من ذوي احتياج، فتسد حاجتي ورمقي، على الرغم من أنني قادر على التعلم والتكيف حسب نوعية إعاقتي.

اقرأ أيضا:كيف تتعامل مع ابنك المعوّق في خطوات؟

المساهمون