الجامعات العربية والثورة التعليمية = صفر

الجامعات العربية والثورة التعليمية = صفر

25 أكتوبر 2015
يجب على الجامعات العربية المشاركة في لغة تعليم العصر(Getty)
+ الخط -
تتجه أنظار العديد من الطلاب العرب ناحية التعلم عبر الإنترنت خصوصًا عن طريق الموكس نظرًا لجميع الامتيازات التي تتمتع بها تلك الطريقة من التعلم، مثل المجانية، حرية اختيار وقت التعلم، الجودة التعليمية الخالصة، الحصول على شهادات، التواصل مع آلاف الطلاب حول العالم، ودراسة تخصصات لا يمكن تعلمها إلا عن طريق الكورسات الأونلاين نظرًا لعدم تدريسها في العديد من الجامعات.

 أما مشاركة الجامعات العربية في تلك الثورة التعليمية الرائدة، فللأسف حتى الآن لا يوجد جامعة عربية واحدة قامت بإتاحة موادها ومناهجها بشكلٍ أونلاين للطلاب الراغبين في التعلم.

بل الأكثر أسفًا أن الكورس الوحيد المقدم باللغة العربية عبر موقع كورسيرا هو من تقديم معهد إسرائيل للتقنية "جامعة التخنيون" وفي تخصص التقانة والمستشعرات النانوية، وليس هذا هو المعهد الإسرائيلي الوحيد المشارك عبر كورسيرا، بل جامعة تل أبيب أيضًا لديها مجموعة من الكورسات التي تقدمها عبر تلك المنصة. 


الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل والأمل بعيدًا عن عدم مشاركة الجامعات العربية في تلك الثورة، هو انتشار المبادرات التعليمية العربية، مثل منصة رواق التي استطاعت تقديم تجربة عربية فريدة في مجال الكورسات الأونلاين، ومنصة إدراك التابعة لمؤسسة الملكة رانيا، والتي تضم أكثر من 300 ألف طالب، بالإضافة إلى تعاونها مع أشهر جامعات العالم، مثل هافارد وMIT، وأيضًا تعاونها مع منصة إيدكس. 

اقرأ أيضا:هل أنت مؤهل للتعلم عبر الإنترنت؟

المشاكل والتحديات 
بالرغم من جميع المميزات التي يمتلكها نظام التعلم الأونلاين عبر الموكس، إلا أن هناك بعض التحديات والمشاكل التي تواجه هذا النوع من التعلم. على قائمتها عدم الاعتماد الجامعي للشهادات التي يتم منحها في التخصصات المختلفة. 

تشير منصات الكورسات الأونلاين في الشهادات التي تمنحها إلى أنها Non Credited Course، أي لا تعادل الشهادة الأكاديمية التي تمنحها الجامعة بل هي فقط تفيد بأن الطالب قد أنهى محتوى تعليمي لهدفِ شخصي أو لاكتساب بعض المعلومات والمهارات وليس بهدف الحصول على اعتماد أكاديمي، وهذا ما يبرر لبعض المؤسسات عدم الاعتراف بتلك الشهادات أثناء التوظيف، كما أنه على مستوى الجامعات العربية لا يتم الاعتراف بتلك الشهادات. 


التحدي الآخر هو عدم الوصول بالتفاعل إلى الدرجة المطلوبة، فبالرغم من أنه يمكن للطلاب الاستفسار من المحاضرِين أو طرح الأسئلة، أو النقاش مع زملائهم بالتخصص، إلا أن هذا النظام ما زال يفتقد التفاعل الذي يتم اكتسابه عن طريق التواصل وجهًا لوجه.

تلك المشكلة يتم التغلب عليها في الوقت الحالي عن طريق أنظمة التعليم المدمج Blended Learning التي تعمل عن طريق دمج مزايا نظام التعليم التقليدي بمزايا نظام التعلم الأونلاين فيحصل الطلاب على أقصى تفاعل ممكن، ما يجعل هذا النظام هو الأفضل عالميًا في مجال التعليم. 

المشكلة الأخيرة في التعلم عبر الموكس هي ضعف أعداد الطلاب الذين يقومون بإنهاء مادة تعليمية بالرغم من زيادة أعداد الملتحقين بالمادة. وفق دراسة مصرية حول استخدام طلاب كليات الطب بمصر للموكس، بلغ عدد الطلاب الذين قاموا بإنهاء كورس والحصول على شهادة 25 طالباً من أصل 2700 طالب أُجريت عليهم الدراسة.

هذا الأمر ليس قاصرًا على العرب فقط، بل هي مشكلة عالمية تواجه نظام الموكس، فبالرغم من وصول عدد الملتحقين إلى مئات الآلاف، إلا أن الذين يقومون بإنهاء الكورس مئات معدودة من الطلاب نظرًا لاعتماد تلك التقنية من التعلم على التعلم الذاتي، مدى اهتمام الطلاب بالمادة المطروحة للتعلم، ومدى التزام الطلاب بالتعلم.

 اقرأ في الملف: 
كيف تدرس في أفضل جامعات العالم مجانًا؟
الشهادات المعتمدة والكورسات الأون لاين

المساهمون