حريق روما وقمة الكرة الشاملة في ليلة أوروبية ساحرة

حريق روما وقمة الكرة الشاملة في ليلة أوروبية ساحرة

22 أكتوبر 2014
+ الخط -

انتصارات عريضة وأهداف كثيرة في ليلة ساحرة من ليالي دوري الأبطال. الألمان أحرقوا روما عن بكرة أبيها، بينما حقق الكتلان العلامة الكاملة في موقعة الكرة الشاملة أمام الشقيق أياكس في سهرة كروية بديعة. وبعيداً عن الزخم الإعلامي الكبير الذي صاحب القمتين، كانت هناك ملاحظات تكتيكية مهمة، بطلها الصديقان القديمان، بيب ولوتشو.

مرونة بايرن
استعاد جوارديولا مع بايرن في مباراة الأولمبيكو، كرة "البلاي ستيشن" التي ميّزته مع البارسا خلال السنوات الخوالي، وقدم الفريق البافاري عرضاً راقياً، وأعاد إلى الأذهان ذكريات مباراة ألمانيا والبرازيل في المونديال العالمي الأخير في أميركا اللاتينية. وتعتبر هذه المواجهة هي الأروع حتى الآن للمدرب الكاتالوني في مغامرته مع زعيم الأندية الألمانية.

روما بدأت المباراة بطريقة لعب أقرب إلى 4-1-4-1، بوجود ارتكاز دفاعي صريح وأمامه أربع لاعبين متحركين، والكابتن توتي في الأمام، لأن رودي جارسيا أراد ضغطاً عالياً ودفاعاً متقدماً من الدقيقة الأولى، وذلك للحد من جرأة البافاري ومحاولة استغلال أخطاء مدافعيه.

حيلة جارسيا قابلها جوارديولا بدهاء منقطع النظير، لأن البايرن لعب بخليط من 3-3-3-1 لأستاذه مارسيلو بيلسا، و 3-4-1-2 بتواجد رباعي صريح بالوسط، وجوتزه كرقم 10 خلف الثنائي موللر وليفاندوفيسكي، مع تألق غير طبيعي لألابا في قلب الدفاع رفقة بن عطية وبواتينج. مما جعل الثلاثي "جوتزه، موللر، ليفا" يتحركون بحرية بين الخطوط في حالة تقدم روما للضغط، وحينما يعود الفريق الإيطالي للخلف، ينطلق لاعبو الوسط إلى الأمام مع معاونة الخط الخلفي، تحركات جعلت مناورة الطليان فاشلة من البدايات.

الأفضل
تمركز روبين يعتبر كلمة السر خلال فترات التوقف البافارية، وضع بيب لاعبه الهولندي في مركز الجناح الظهير Wing-Back على اليمين، مع الإسباني بيرنات على اليسار، وتواجد ألونسو ولام بالمنتصف في العمق. لذلك واجه أشلي كول إعصاراً ألمانياً على الأطراف، لأن روبين يلعب على الخط ويعود كثيراً لاستلام الكرة والقطع في العمق.

وعلى مقربة منه، يتحرك فيليب لام، الظهير الذي يلعب في الارتكاز ويعود إلى مركزه القديم حينما يتحول الهولندي إلى داخل منطقة الجزاء، مما جعل فريق بايرن متوازناً كثيراً على صعيد التحولات من الهجوم إلى الدفاع، لأن لام يلعب بالوسط، لكنه يميل إلى اليمين من أجل المساندة، كذلك ألابا يلعب كقلب دفاع لكنه يصعد للهجوم على اليسار، والسر ليس في التشكيلة، بل في النظام التكتيكي رفيع المقام.

أرقام روبين تتحدث عن نفسها، سجل الهولندي الطائر هدفين، وسدد على المرمى خمسة تسديدات، صنع هدف مع خمس فرص للتسجيل، لذلك استحق نجومية ليلة دوري الأبطال بجدارة، والأمر لا يُحسب له بمفرده، ولكن لكل فريق ميونخ، الذي فاز نتيجة جماعيته المفرطة، في ليلة غاب فيها الذئاب وحضر مهندسو الماكينات.

ضغط برشلونة
حقق برشلونة الأهم، وفاز على أياكس قبل أيام قليلة من قمة الكلاسيكو. ورغم أن الأداء لم يصل بعد درجة الإبداع، وما زالت هناك مشاكل في دفاعات البارسا أثناء المرتدات، إلا أن المدرب لويس إنريكي أضاف قدراً من التنوع للتكتيك الكتالوني هذا العام، خصوصاً مع تمديد الملعب بشكل واضح، وزيادة عنصر السرعة في منطقة الوسط، بالدفع براكيتتش مع ماسكيرانو أمام بطل هولندا، وسيد أوروبا في السبعينيات.

اعتمد البارسا كثيراً على التمركز ونقل الكرات بالمنتصف خلال السنوات الماضية، لكنه عانى بشدة أمام فريق مثل أتليتكو مدريد، بسبب صعوبة الاختراق بمعدل تناقل بطيء للكرات، لذلك أصبحت أهداف برشلونة تأتي في بعض الأحيان على طريقة الضغط المرتد، أو فيما يعرف بالـ Counter-pressing، حيث أن ماسكيرانو أو بوسكيتس يقوما بقطع الكرة من المنتصف الأمامي، وتمريرة سريعة إلى ميسي، الذي ينطلق بها حتى يهديها على طبق من ذهب لنيمار.

الهجوم أولاً
وضع جوارديولا كل رهانه على الوسط خلال مسيرته مع برشلونة، لكن لويس إنريكي يعول بشكل أكبر على خط الهجوم، ويعتمد أكثر على تبادل المراكز واللعب على الأطراف، لذلك ليست وظيفة الثلاثي ميسي، بيدرو، نيمار، تسجيل الأهداف وصناعتها فقط، بل لهم مهام أخرى في مساندة خط الوسط، والضغط على الكرة من الثلث الأخير، بالإضافة إلى مساندة الظهيرين أثناء تحولها إلى دور الجناح، وذلك من أجل ضرب الخصوم أسفل الأطراف.

وأكبر دليل على ذلك، الفارق الكبير في المستوى حينما خرج ميسي ونيمار في الشوط الثاني، لأن البارسا لم يفتقد فقط اللمسة الأخيرة، ولكن تراجع خط الوسط كثيراً، بسبب ضعف الدعم القادم من الشبان الصغار منير الحدادي وساندرو راميريز. ومع عودة لويس سواريز، ربما يشركه لوتشو كأساسي أمام الريال في الجلاسيكو، في ليلة ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، لأنها تستحق بحق وصف تكسير العظام.

المساهمون