العرب والملاكمة.. تاريخ من الإنجازات الأولمبية وللجزائر حكاية

العرب والملاكمة.. تاريخ من الإنجازات الأولمبية وللجزائر حكاية

06 مارس 2020
حسين سلطاني العربي الوحيد المتوج بذهبية أولمبية (Getty)
+ الخط -
يواصل الملاكمون العرب استعداداتهم في معسكرات مغلقة، من أجل المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو خلال الصيف المقبل، وأعينهم على الوصول إلى منصات التتويج، وتحقيق الميداليات، وعلى رأسها الذهبية، التي يبقى الجزائري الراحل حسين سلطاني الوحيد الذي حققها في عام 1996. 

تمكّن الملاكم الجزائري حسين سلطاني من تحقيق الميدالية الذهبية الأولمبية في الدورة التي أقيمت في أتلانتا الأميركية عام 1996 في وزن الريشة (54-57 كيلوغراماً)، بعدما تغلّب على منافسه البلغاري تونتشو تونتشيف في المباراة النهائية التي أقيمت بينهما.

لكن حلم الراحل حسين سلطاني شهد نهاية مأساوية في عام 2002، عندما فُقد الاتصال به واختفى عن الأنظار، لتجد السلطات الفرنسية في مدينة مرسيليا جثته، ليعمّ الحزن الكبير وسط الجماهير الجزائرية، بعدما فقدت أحد أبطالها في عالم الملاكمة.

وانتظرت الجماهير العربية حتى دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في العاصمة اليونانية أثينا عام 2004 لرؤية إنجاز يفوق اللون البرونزي، عندما نجح الملاكم المصري محمد علي بخطف الميدالية الفضية، إثر انتصاره على خصمه الكوبي ميشيل لوينز في الدور نصف النهائي بوزن 91 كيلوغراماً، لكن في المواجهة النهائية وجد المصري نفسه مُجبراً على الانسحاب أمام الروسي ألكسندر بوفتكي، بسبب الإصابة التي لحقت به.

أما الملاكم المغربي محمد ربيعي، فيعتبر آخر العرب الذين وصلوا إلى منصات التتويج، بعدما تمكن من نيل الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في مدينة ريو دي جانيرو في عام 2016، رغم الخسارة أمام منافسه الأوزبكي شكرام جياسوف بحصيلة 30 نقطة مقابل 27 بإجماع الحكام.

وإلى تونس التي يُعد الملاكم الراحل حبيب قلحية أحد أبرز أسمائها، بعدما رسخ في ذاكرة الجماهير العربية حين تمكّن من الحصول على الميدالية البرونزية لوزن ما دون 63.5 كيلوغراماً في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في العاصمة اليابانية طوكيو عام 1964، ليصبح أول رياضي يجلب ميدالية أولمبية لبلاده.

ونبقى في تونس مع البطل الآخر فتحي الميساوي، الذي حاز الميدالية البرونزية في وزن أقل من 63.5 كغم في أتلانتا الأميركية عام 1996، لكنه اعتزل الرياضة في عام 2001، بسبب إصابة في إحدى عينيه.

وإلى الملاكم الجزائري حمد علالو، الذي ولد يوم 28 سبتمبر/ أيلول عام 1973، وشارك في دورة الألعاب الأولمبية عام 1996، لكنه لم ينجح في الوصول إلى منصات التتويج، لينتظر أربعة أعوام كاملة حتى يعود مرة أخرى إلى المنافسة التي أقيمت في مدينة سيدني الأسترالية 2000، واستطاع الحصول على الميدالية البرونزية في وزن خفيف الوسط.

يُعد مصطفى موسى واحداً من أشهر الملاكمين الجزائريين، إذ حقق ميدالية في لوس أنجليس عام 1984، حينها شارك الملاكم الجزائري نظيره الأميركي إيفاندير هوليفيلد المركز الثالث وحمل البرونزية في الوزن الثقيل.

كانت ميدالية موسى، البالغ من العمر 58 عاماً، حينها أول إنجاز للجزائر في الأولمبياد على مرّ التاريخ قبل توالي الميداليات لاحقاً، وهو الذي ولد في وهران يوم 2 فبراير/ شباط 1962، لكنه لم ينجح بعد دخول عالم الاحتراف، إذ خسر في 4 مناسبات من أصل 4، في 1988 و1992 وكذلك في 2004.

وعلى خطاه سار أيضاً الملاكم الجزائري الآخر محمد زاوي الذي تمكّن من تحقيق برونزية في الأولمبياد عينه بوزن 71-57 كغم أي المتوسط، حينها تشارك المركز الثالث مع الملاكم البورتوريكي أريستيديس غونزاليس، وبات أيضاً أول جزائري يحقق ميدالية لبلاده في الأولمبياد، باعتبار أنه خاض اللقاء في اليوم نفسه الذي توج فيه مصطفى موسى كذلك.

ولد زاوي يوم 14 مايو/ أيار 1960 في قرية تدعى زاوية اليعقوبي بولاية تلمسان، انتقل بعدها مع عائلته إلى فرنسا، وبدأ بالملاكمة هناك.

وبطبيعة الحال لا يُمكن نسيان الملاكم الجزائري محمد بحاري، الذي حقق بدوره ميدالية للجزائر والعرب في بطولة الألعاب الأولمبية بأتلانتا عام 1996 في وزن تحت 75 كيلوغراماً، وهو الذي ولد يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1975 في سيدي بلعباس، لكن الملاكم الذي اختص في وزن الوسط البالغ من العمر 44 عاماً حالياً، بات محترفاً في عام 2003 قبل أن يعتزل الرياضة في عام 2004 بسجلٍ حمل 3 انتصارات وتعادلين وهزيمتين.

وعلى طريقة بقية الملاكمين نجح الملاكم المصري محمد السيد في تحقيق البرونزية في عام 2004 بالدورة التي أقيمت في أثينا، بعدما خرج من نصف النهائي في النزال الذي كان سيواجه فيه البيلاروسي فيكتار زوييف بوزن (81-91 كغم)، وذلك بسبب الفحص الطبي الذي خضع له، إذ مُنع من المشاركة بسبب كسر في يده.

وفي 2004، استطاع المصري أحمد إسماعيل الفوز ببرونزية وزن الخفيف الثقيل (81 كغم)، وهو الذي ولد يوم 21 أكتوبر 1975، وسار على نهج جده الملاكم محمد الشامي الذي اشتهر في بطولات العالم الخاصة بالجيش، مع العلم أنه استطاع الظفر في عام 2004 بذهبية أفريقيا للملاكمة.

ونتابع رحلتنا مع الملاكمين، إذ كان محمد عشيق أول من رفع اسم المغرب بالملاكمة خلال أولمبياد برشلونة 1992 بوزن 54 كغم (الديك) بعدما حقق المركز الثالث، وهو من مواليد الأول من فبراير/ شباط 1965.

وبطبيعة الحال، كشفت لنا الأسماء التي وردت سابقاً تفوق عرب أفريقيا في هذه الرياضة، لكن الملاكم السوري ناصر الشامي كسر القاعدة، إذ يعتبر العربي الوحيد من آسيا الذي استطاع حصد ميدالية أولمبية في الملاكمة، وكان ذلك الإنجاز في عام 2004 بأثينا، مع العلم أنه كان قد توج ببطولة آسيا في العام عينه.

المساهمون