ليفربول بين الهزائم والعودة.. العين على أنفيلد

ليفربول بين الهزائم والعودة.. العين على أنفيلد

05 مارس 2020
ليفربول يسعى لتصحيح الأوضاع قبل قمة أتلتيكو (جون بويل/Getty)
+ الخط -
كان ليفربول الإنكليزي ملك موسم كرة القدم الحالي في العالم. الجميع يتحدث عنه بإيجابية وعن الانتصارات المتتالية التي كان يحققها، إضافة إلى قدرته على حصد النقاط محلياً في أصعب الظروف والملاعب. لكن مع تلقّيه الخسارة الثالثة في آخر أربع مباريات، بدأت علامات الاستفهام تتزايد وارتفع مستوى التساؤلات، إلى أين يسير الريدز حالياً؟ 

كانت الهزيمة أمام واتفورد بنتيجة 3-0 قد أثارت زلزالاً هزّ العالم بأسره على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الفريق الملقب بالدبابير أو الجيش الأصفر لم يكن في أفضل أحواله في ظلّ معاناته منذ بداية الموسم، وتخبّطه الواضح على مستوى النتائج، مما وضعه بين الفرق المهددة بالهبوط إلى التشامبيونشيب.

لم يكن ليفربول قبل تلك المباراة قد خسر في الدوري المحلي بسلسلة من 44 مباراة بدأت منذ الثالث من يناير 2019، يوم سقط الفريق أمام مانشستر سيتي، ليضيع حلم الفوز بلقب البريميرليغ من دون هزيمة هذا الموسم، ويبقى بذلك إنجاز أرسنال تحت قيادة الفرنسي آرسين فينغر في مطلع الألفية (2004) الأهم في تاريخ إنكلترا المحلي.

لم تكن خسارة ليفربول في الدور الخامس لكأس الاتحاد الإنكليزي أمام تشلسي بهدفين من دون مقابل مفاجأة للعديد من المتابعين، بعدما قرر المدرب الألماني يورغن كلوب الدخول بتشكيلة شبه احتياطية في غياب معظم العناصر الأساسية، إذ اقتصرت بداية المباراة على إشراك 4 لاعبين من العامود الفقري للنادي وهم فيرجيل فان دايك وجو غوميز والبرازيلي فابينيو والسنغالي ساديو مانيه، قبل أن يتمّ الدفع بالمصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو وجيمس ميلنر في آخر 10 دقائق تقريباً، في محاولة يائسة لتبديل لنتيجة.

بعد هذا الخروج، فشل كلوب مرة جديدة في التأهل إلى الدور ربع النهائي للمسابقة الأعرق، إذ لم يتخط عتبة الدور الخامس منذ وصوله إلى أنفيلد رود.

الهزيمة الأولى قد تكون مفتاح بقية العواصف التي هبّت في وجه كلوب، بعد السقوط في مدريد أمام أتلتيكو بهدفٍ من دون مقابل في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، يوم 18 فبراير/شباط الماضي، على الرغم من أن الفريق ما زال قادراً على التعويض في الإياب على ملعبه الذي يعتبر قلعة حصينة، لكن التخوف يبقى من التراجع الذهني وفقدان الثقة، التي قد تؤثر على العديد من الجوانب.

الصدى الكبير لهزائم ليفربول كان بسبب ارتدائه قبعة القوة وعباءة "سوبر مان" التي لا تُقهر لفترة طويلة هذا الموسم، لكن النتائج الأخيرة كانت كالضربات غير القاضية التي يوجهها الملاكم لخصمه من دون إسقاطه أرضاً، تُشعره بخطورة الموقف وتهزّ ربما ثقته بنفسه، وهنا بيت القصيد، هل هذا البطل أو الفريق قادرٌ على الخروج من وطأة الضغوطات والهروب من اللكمات لاستعادة النسق مجدداً؟ سنرى ما سيحدث في الفترة المقبلة.

اعترافٌ صريح
في الكثير من الأوقات يتحمّل المدرب مسؤولية الهزيمة أمام الإعلام والجماهير ليقلل الضغوطات على اللاعبين ولحماية بعضهم، لكن يورغن كلوب بعد السقوط أمام تشلسي عزا ذلك إلى أخطاء لاعبيه، وقال في هذا الصدد: "ارتكبنا الكثير من الهفوات بالقرب من المرمى، كانت مباراة بدنية ولم ننجح في التسجيل.

يجب أن نعترف بأننا خلال المباريات القليلة الماضية تلقينا عدداً كبيراً من الأهداف"، رغم هذه الكلمات، دفع الألماني نفسه إلى الأمام، وحاول إعطاء جرعة من التفاؤل لفريقه بالقول: "لست قلقاً بشأن ديناميكية الفريق، في كرة القدم يمكنك استعادة كل شيء، كنا نعلم أن مباراة تشلسي لن تكون سهلة، أما ضد واتفورد فقد كنّا سيئين للغاية، لست قلقاً بشأن الأداء، لكن إذا ارتكبنا أخطاء سوف نخسر"، قد تكون العبارة الأخيرة ذات دلالات ومعانٍ كثيرة، ربما رسالة للاعبين بأن الموقف لا يحتمل الوقوع في هفواتٍ جديدة.

الصحافة الإنكليزية ودور هندرسون
في أحد المقالات بالصحافة الإنكليزية، تحدّث فيل ماك نالتلي، الكاتب في ستامفورد بريدج ونقله موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بعض النقاط المهمة.

ليفربول أمامه فرصة للعودة إلى سكة الانتصارات هذا الأسبوع، حين يواجه بورنموث في الدوري المحلي على ملعبه أنفيلد رود.

يوافق كاتب المقال على أن ليفربول لم يكن سيئاً أمام تشلسي كما تحدّث كلوب، الهدف الأول جاء بعد خطأ من الحارس أدريان ليستغلّ ويليان الموقف. في المقابل، وجد الريدز نفسه عاجزاً عن التسجيل بعد عودة الحارس الإسباني كيبا أريزابالاغا، الذي استطاع إسكات أفواه المنتقدين والمشككين، من خلال تقديمه مستوى مميزا، ليكون حاسماً في اللقاء.

الأهم أن غياب جوردان هندرسون كان نقطة مفصلية مؤخراً، قائد الفريق ومُشغّل الوسط أثّر بشكلٍ غير متوقع على مستوى الريدز، على الرغم من أن البعض كان يراه لاعباً عادياً، وهذا الأمر قد يدفع البعض إلى عدم التقليل من قيمته بعد الآن، برأي الكاتب.

أمرٌ آخر مهم وراء مشاكل ليفربول في خط الوسط، هو عدم قدرة البرازيلي فابينو على استعادة مستواه السابق أو الوصول إلى أفضل حالاته منذ عودته من الإصابة التي كان قد تعرّض لها أمام نابولي في دوري أبطال أوروبا خلال شهر نوفمبر.

ما الأهم في الفترة المقبلة؟
ليفربول قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى منذ 30 عاماً، هو انتظار للوقت لا أكثر، يقترب من الاحتفال ببطولة طال انتظارها، لكن قد ينغصّ ذلك فرحة الخروج من الأبطال، وهنا ستبرز قيمة وشخصية الفريق، هل يمكنه تجاوز امتحان أتلتيكو مدريد الصعب، القادر على إغلاق المساحات أمام أقوى الفرق. قد لا يُريد كلوب أن يُشعر جماهير الريدز بالحزن تحديداً في أنفيلد، لذلك ستكون المهمة الأوروبية منتظرة من الجميع.

المساهمون