مدربون... مقصلة للنجوم!

مدربون... مقصلة للنجوم!

24 فبراير 2019
إيسكو وبوغبا (Getty)
+ الخط -
اعتاد متابعو كرة القدم على رؤية مشهد يتكرر كثيرا، يتمثل في أن المدرب هو من يكون الضحية في الفرق والمنتخبات التي يدربها، وبتعبير أدق هو من يتحمل كل المسؤولية، خاصة في حالة الهزائم. لكن في ذات الوقت، شاهدنا مدربين كثيرين يتحولون من "الضحية" إلى "الجلاد"، إن صح التعبير، وهذا أصبح يتكرر في الآونة الأخيرة.

المدرب هو من يملك القرار في أي فريق، مهما كانت التدخلات في عمله، وهي نادرة الحدوث، إلا في بعض الأندية. ولنكن صريحين في الوطن العربي تحديدا؛ لكن كل ذلك قد لا يندرج تحت الضوء أو بات معتادا للأسف، لكن الأمر غير العادي هو تسلّط المدربين على اللاعبين!

كلنا يعرف الحالة التي يعيشها لاعب ريال مدريد، إيسكو، مع المدربين، وهو أشهر دليل على هذا، والأمثلة كثيرة في العالم. وما يعانيه إيسكو من ظلم في كثير من الأحيان دفع وسائل الإعلام في إسبانيا إلى الحديث عن هذه الظاهرة مع اللاعب.

إيسكو لاعب غير عادي يملك إمكانات يعرفها مشجعو برشلونة أكثر من مشجعي ريال مدريد، وأقصد بهذا أن اللاعب دوّخ "الكتالونيين" الذين لهثوا وراءه وما زالوا، ربما في الخفاء، وهو نجم بحق، احترقت ورقته بشكل كلي بسبب عدم قناعة مدربين، على غرار ما فعل زيدان في زمانه مع الريال، وسولاري حاليا، والأول منحه بعض الفرص فأثبت إبداعاته كثيرا، لكن الثاني مصرّ على قتل هذه الموهبة التي يعتقد كثيرون أنها قادرة على الوصول إلى عالم النجومية في يوم ما، لو تم الاعتناء به.

إيسكو وغيره كثيرون، تعرّضوا لمقصلة المدربين. والمشكلة أن المستوى الفني لم يكن هو ميزان القضية باستمرار، بل التصرفات داخل وخارج الملعب، وهذا لا يعفي اللاعبين من القرارات التأديبية، متفقين على ذلك، لكن القصد أن يتعرض اللاعب لظلم مستمر يؤثر في انطفاء نجوميته من دون أسباب حقيقية ملموسة، وهي تلك التي تتعلق بقناعات المدربين.



ما حدث مع إيسكو، تكرر مع بول بوغبا والبرتغالي جوزيه مورينيو، فحين كان مورينيو مدربا لمانشستر يونايتد قمع بوغبا بشكل لا يوصف، واللاعب تأثر كثيرا بذلك، وانعكس الأمر على مستواه، فتلبّك الفرنسي ولم يعد يلعب كرة القدم!

غادر مورينيو، فانتعش بوغبا وعاد إلى نجوميته التي دفعت اليونايتد إلى استعادته من يوفنتوس الإيطالي في صفقة قياسية، فعاد وصال وجال وقدم الكثير وما زال، وهو دليل دامغ على أن المدربين يشكلون مقصلة تستأصل نجومية اللاعب، أو العكس بطبيعة الحال.

أعرف الكثير من الأمثلة على المستوى العربي، من المحيط إلى الخليج، والذي هو مليء بتلك "المظالم" التي أطفأت نجومية اللاعبين التي نحتاجها، سواء مع منتخباتنا العربية أو الفرق في كافة المحافل، أو حتى على مستوى المتابعة وتقديم الأداء الاستثنائي في ملاعب العالم.

هي حالة غريبة لا تعرف كيف يفكر المدربون وما يدور في عقولهم، فاللاعب يعطيك لو نجحت بأن تكون بمثابة الشخص المقرب له، قلبا وقالبا، وتسانده في السراء والضراء. أما لو كان المدرب يراه ثقيلا على الفريق، فلماذا لا يتخلى عنه أو يدعه يرحل بسلاسة من دون أن يضع في اعتباراته أنه سيحتاجه يوما ما، وبالتالي فإما أن تستفيد من لاعبك النجم أو تعطيه الحرية في الرحيل.

المساهمون