ساني أستاذُ مادةٍ كروية عنوانها "كيف تعود نجماً"

ساني أستاذُ مادةٍ كروية عنوانها "كيف تعود نجماً"

22 فبراير 2019
ليروي ساني نجم نادي مانشستر سيتي (Getty)
+ الخط -
لم تكن جماهير الساحرة المستديرة ومشجعو نادي مانشستر سيتي الإنكليزي يتوقعون وصول الجناح الألماني ليروي ساني إلى النجاح الكبير الذي يعيشه الآن مع فريقه في البطولات المحلية والقارية، بعد البداية السيئة في الموسم الحالي، وبخاصة ما فعله أمام شالكة الألماني في دوري أبطال أوروبا.

وتمكن النجم الألماني الشاب من قيادة نادي مانشستر سيتي لقلب الطاولة على مضيفه شالكة الألماني، بعدما كان الفريق متأخراً بهدفين لواحد، حين دخل بديلاً في الدقيقة (78) من عمر الشوط الثاني ليسجل هدفاً رائعاً من ركلة حرة ثابته في الدقيقة (85)، قبل أن يضيف زميله رحيم ستيرلينغ الهدف الثالث للفريق الإنكليزي، ليواصل ليروي ساني توهجه في الموسم الحالي.

لكن مسيرة ساني مع مانشستر سيتي لم تكن سهلة على الإطلاق، بعد البداية الغريبة في النادي الإنكليزي، إثر تعجّب الجماهير من قيام الإدارة بدفع 47 مليون جنيه إسترليني في صفقة انتقاله، فيما وصفه المدرب الإسباني بيب غوارديولا بـ"الخجول" في موسمه الأول، بحسب ما كشفه موقع "غول" البريطاني.

واستغرق النجم الألماني بضعة أشهر لإظهار توهجه وقدراته الفنية الكبيرة التي يمتلكها مع مانشستر سيتي في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، إذ يسود الاعتقاد بأن ليروي ساني أصبح أكثر نضجاً مع الفريق تحت إمرة المدرب الإسباني.

وتمكن ساني من تحقيق خمسة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة في أولى مبارياته، لكنه منذ بداية الموسم الماضي، كان أكثر من أعطى تمريرات حاسمة لزملائه في إنكلترا بواقع 24 تمريرة، بعدما كان زميله البلجيكي كيفن دي بروين (36 تمريرة)، والدنماركي كريستيان إريكسن (27)، قد استطاعا تحقيق تمريرات حاسمة أكثر، قبل قدومه إلى "البريميرليغ".

وبعد أن سجل خمسة أهداف فقط في موسم 2016/ 2017، حصل الجناح الألماني على 10 أهداف في الموسم الماضي، الذي توج فيه مانشستر سيتي بلقب بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، بـ8 تمريرات لزملائه في الفريق.


وباتت الموهبة الفنية الكروية التي يتمتع بها النجم الألماني الشاب تُصقل بشكلٍ يومي مع نادي مانشستر سيتي في البطولات التي يشارك فيها، وبخاصة تمريراته الحاسمة المتطورة بشكل كبير إلى زملائه في الفريق، إلا أن ما قدمه في الموسم الماضي لم يشفع له عند المدرب يواكيم لوف، الذي لم يوجه له الدعوة للمشاركة في بطولة كأس العالم 2018.

وبحسب الموقع، فإن الإغفال المجحف الذي تعرض له ليروي ساني من قبل يواكيم لوف سيواصل ملاحقته في المستقبل، لأن التاريخ يقول إن الشاب كان يستحق الوجود في مونديال روسيا، وهو ما سيزيد من ثقل الأمر حول رقبة مدرب المنتخب الألماني، الذي لم يستطع التعامل بشكل جيد مع الجناح، فيما نجح بيب غوارديولا بذلك.

ولم يكن بيب غوارديولا سعيداً بما حصل مع نجمه الشاب، الذي تم إقصاؤه من المشاركة في بطولة كأس العالم 2018، بعدما كانت جميع التوقعات تشير إلى وجوب وجوده في التشكيلة الرسمية للمنتخب الألماني، لكن المدرب الإسباني استطاع التعامل بحذر كبير مع ساني، من خلال العمل على إعادته للمستوى المطلوب.

وتواصلت المصائب على النجم الشاب، بعدما حصلت عدة اضطرابات مع عائلته، بسبب مشكلة صديقته مع والديه، بالإضافة إلى وكلائه، لكن في الآونة الأخيرة استطاع الخروج من المأزق الذي عاشه في حياته الخاصة.

ورغم كل ذلك، كان بيب غوارديولا حريصاً على تحقيق التوازن الصحيح للنجم الألماني الشاب، حين تم توجيه سؤال له عن ساني في مؤتمره الصحافي الأخير لوسائل الإعلام، فأجاب الإسباني بقوله: "أنا أحبه، لأنني أشعر بأنه تحسن كثيراً، ولطالمت أحسست أنه يريد أن يكون لاعباً مذهلاً، إذ يمتلك الإمكانيات للقيام بذلك، ولديه العديد من السنوات أمامه".

يذكر أن اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً قد تم اختياره كأفضل لاعب شاب في الدوري الإنكليزي الممتاز في الموسم الماضي، بسبب المستويات العالية المذهلة التي قدمها مع مانشستر سيتي، لكن الأمر بات من الماضي، بعدما أصبح ليروي ساني أكثر خطورة وحسما في المباريات التي يشارك فيها مع فريقه.

وبسبب تطوره الكبير مع مانشستر سيتي، قامت إدارة النادي بمحاولة ربط ساني بعقد جديد منذ نهاية الموسم الماضي، لكن الإدارة لم تستطع تحقيق الأمر حتى الآن، وبخاصة أنهم نجحوا بتجديد عقد النجم الإنكليزي الشاب الآخر رحيم ستيرلينغ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويترقب الجميع ما إذا كان الشاب الألماني سيُجدد عقده مع مانشستر سيتي أم سينتقل إلى نادٍ آخر، لكن قبل كل شيء تبقى لديه سنة كاملة قبل أن يتخذ قراره الأخير، الذي يظهر أن بزوغ نجمه مع فريقه سيجعل من المستحيل أن يُفرط به.

المساهمون