زيدان خليفة مورينيو...حان وقت رد الجميل

زيدان خليفة مورينيو...حان وقت رد الجميل

01 أكتوبر 2018
زيدان ومورينيو في مواجهة سابقة (Getty)
+ الخط -

يقال إن الهدايا لا ترد ولا تستبدل، لكن من باب المجاملة يكون الرد على الهدية بهدية مماثلة أو أحسن منها، فلطالما قدمت الأندية لبعضها بعضاً هدايا منها ما هو مصنوع من الذهب المرصع بالألماس، كهدية رونالدو من برشلونة للإنتر وهدية مودريتش من توتنهام إلى ريال مدريد وهدية رونالدينيو من باريس سان جيرمان لبرشلونة، ومنها ما هو مغشوش يلمع كالذهب ويتلألأ كالألماس، لكنه مغشوش بنحاس مصفر اللون وزجاج مدبب الجوانب كهدية بيل من توتنهام لريال مدريد، وسانشيز من الآرسنال لمانشستر يونايتد وهدية غوميز من فالنسيا لبرشلونة.


قبل 9 سنوات قدم نادي مانشستر يونايتد هدية العمر لنادي ريال مدريد، وهي صفقة انتقال المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حيث قرر وقتها البرتغالي التخلي عن نار الشياطين وغسل احمرار قميصه ووضع القرون جانبا، ولبس الأبيض في قلعة الملوك، هذا التحول ظن الجميع من خلاله أن رونالدو قد انتهى بعيدا عن ملهمه السير أليكس فيرغسون، غير أن الدون كتب تاريخ كرة القدم من جديد وحطم أرقاما ظلت صامدة لعقود من الزمن، وأعاد رسم خريطة طريق كرة القدم برفقة منافسه وعدوه الأزلي الأبدي ليونيل ميسي.


وبعيدا عن حرب الزعامة بين الدون والبرغوث، فإن عالم كرة القدم المستديرة قد يعرف أهم عملية رد جميل، فالفرنسي زين الدين زيدان بات قاب قوسين أو أدنى من حط الرحال في أولدترافورد، لتعويض البرتغالي جوزيه مورينيو القريب من حزم حقائبه، في ظل النتائج السلبية والتخبط الذي بات يعيشه النادي الإنكليزي الكبير، عملية رد الجميل ستكون بمنح ريال مدريد للمدرب الكبير بأرقامه وألقابه رغم صغر عمره التدريبي.


"السبيشل وان" كما سمي على مر السنوات الأخيرة حط معه النجاح أينما حل وارتحل، ولكنه لم يعد كذلك، إذ فقد الكثير من مزايا وخصائصه التدريبية التي كانت تميزه عن الآخرين، فبات كشيخ عجوز خانته صحته، ولم يعد له سوى لسان طويل يتطاول به على القريب والبعيد، فبدل البحث عن تحسين نتائج ناديه هذا الموسم بعد النتائج السلبية في الموسم السابق، حوّل وجهته إلى بيته، وباتت نيرانه صديقة تقتل القريب، مشاكل كثيرة مع اللاعبين، آخرها مع الفرنسي بول بوغبا، والتي يمكن تصنيفها وصمة عار في تاريخ المدرب، رغم أنها ليس جديدة عليه، فمورينيو دأب على مثل هذه المشاكل كلما غابت النتائج، فالحرب التي خاضها مع لاعبيه وحتى طبيبة نادي تشلسي سابقا، حتى في ريال مدريد لما فشل في تحقيق رابطة الأبطال، دخل في صراع مع أوزيل ثم القائد راموس، لربما مشكلة مورينيو هي رفضه أن يبزغ أي نجم تحت إشرافه، وأن تسلط الأضواء عليه، فقد أعمت الغيرة بصره في كثير من المرات.


في عالم الكرة، يتغنى الجميع بما قام به زيدان في ريال مدريد، لا نقصد النتائج، وإنما الهدوء الذي جلبه إلى غرف تغيير الملابس التي كانت مشتعلة في حضرة أنشيلوتي في موسمه الثاني وفي نصف موسم بينتز الأول والأخير، هدوء زيدان وتاريخه كمدرب يجلبان إليه الاحترام أينما حلّ وارتحل، لذلك تبقى أنظار كل الأندية مصوبة إليه مدرباً شاباً ناجحاً نجح في ما فشل فيه مئات المدربين بتحقيق البطولة الأقوى عالميا لثلاث سنوات على التوالي، أو حتى كمدرب يمتلك كاريزما خاصة ينحني لها اللاعبون احتراماً، مهما كان وزنهم في بورصة النجومية.

زيدان الدقيق في اختياراته الكروية، اختار التوقيت الأحسن من أجل أن يعتزل مع المنتخب الفرنسي وهو منشط نهائي المونديال، واختار الاعتزال كرويا وهو في قمة عطائه حتى لا يذل وهو في أرذل العمر، واختار الخروج كمدرب وهو متربع على عرش المدربين، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقدم على خطوة إلا وهو متيقن من نجاحه فيها، لذلك قد يلغي هدية مدريد لمانشستر يونايتد، ويكون بمثابة الهدية الثانية ليوفنتوس ويلتحق بنجمه رونالدو.

المساهمون