تاريخ اليورو(1)..الأخطبوط ياشين يقود بلاده للتتويج..والجنرال فرانكو يقصي إسبانيا

تاريخ اليورو(1)..الأخطبوط ياشين يقود بلاده للتتويج..والجنرال فرانكو يقصي إسبانيا

25 مايو 2016
بطولة اليورو تنطلق في 10 يونيو (العربي الجديد)
+ الخط -

تترقب جماهير الساحرة المستديرة في القارة الأوروبية العجوز بشغف انطلاق النسخة الخامسة عشرة من بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2016" التي تستضيفها الملاعب الفرنسية خلال الفترة ما بين العاشر من شهر يونيو/حزيران القادم وحتى العاشر من شهر يوليو/تموز المقبل، وهي البطولة التي شهدت على مدار العقود الستة الماضية تطوراً هائلاً في مستواها لتتحول من بطولة تقتصر على وجود عدد محدود من المنتخبات ذات الباع الطويل في عالم كرة القدم إلى منافسة شرسة ربما تفوق في قوتها بطولات كأس العالم، ولا سيّما أنها تشهد غالباً مشاركة نخبة كبيرة من أبرز المنتخبات.

ومع بدء العد التنازلي لساعة الصفر إيذاناً بانطلاق البطولة، التي سيُشارك فيها 24 منتخباً للمرة الأولى منذ أن تم تقليص عدد المنتخبات المشاركة إلى 16 منتخبا في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 1996؛ يُعيد موقع "العربي الجديد" عقارب الزمن إلى الوراء عدة عقود من أجل تسليط الضوء على تاريخ البطولة القارية الأقوى على مستوى المنتخبات منذ انطلاقها في عام 1960.

نشأة البطولة
نشأت فكرة إقامة بطولة كأس الأمم الأوروبية في عام 1927، حينما اقترح آنذاك الفرنسي هنري ديلوناي أول سكرتير عام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إقامة بطولة تجمع المنتخبات الوطنية الأوروبية على هامش أحد الاجتماعات الكروية الدولية، لكن لم يكن مقدراً له أن يُعاصر أول نسخة من المسابقة التي دعا إليها، وذلك لأن خروج هذه البطولة إلى حيز التنفيذ قد استغرق وقتاً طويلاً، حيث أقيمت النسخة الأولى في عام 1960، أي بعد وفاته بخمسة أعوام، وقد حملت كأس البطولة اسم مخترعها "هنري ديلوناي" تقديراً له على الجهود التي بذلها في سبيل إخراج فكرة تنظيم بطولة كأس الأمم الأوروبية إلى النور.

نظام البطولة
ورث بيير ديلوناي منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن والده، وقد أخذ على عاتقه مهمة تطبيق فكرة أبيه على أرض الواقع، ونجح بالفعل في تنفيذ مبتغاه، بعدما أثمرت جهوده على إدخال هذه الفكرة إلى حيز التنفيذ، إذ وضع بالتعاون مع زملائه في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في أعقاب انتهاء نهائيات كأس العالم 1958 التي استضافتها السويد نظاماً خاصاً بالبطولة يقضي بألا يقل عدد المنتخبات المشاركة في البطولة عن 16 منتخباً وبالفعل وصل عدد المنتخبات التي طلبت المشاركة في النسخة الأولى إلى 17 منتخباً، الأمر الذي أجبر القائمين على "اليويفا" على إقامة تصفيات فيما بعد من أجل سحب اسم المنتخبين اللذين سيخوضان التصفيات التمهيدية بالقرعة، لتُسفر القرعة عن وقوع منتخب تشيكوسلوفاكيا في وجه منتخب جمهورية أيرلندا، في مباراة فاز فيها الأول بنتيجة 4-2  في مجموع المباراتين.

التصفيات
وبعدما نجح منتخب تشيكوسلوفاكيا في تجاوز عقبة منتخب جمهورية أيرلندا في الدور التمهيدي؛ التحق بعد ذلك بركب المنتخبات الـ15 الأخرى التي خاضت غمار التصفيات المؤهلة لنهائيات النسخة الأولى من بطولة كأس الأمم الأوروبية، والتي كانت أيضاً تقضي بخروج الفريق الخاسر من خلال دور الـ16 والدور ربع النهائي عبر مباراتي الذهاب والإياب، هذا في وقتٍ كانت فيه نهائيات البطولة التي استضافتها ملاعب كرة القدم الفرنسية عبارة عن 4 مباريات هي: مباراتا نصف النهائي ومباراة تحديد صاحب المركز الثالث والمباراة النهائية.

وانطلقت التصفيات بالفعل يوم الثامن والعشرين من شهر سبتمبر/ أيلول عام 1958 بمباراة جمعت بين منتخبي الاتحاد السوفييتي ونظيره المجري على ملعب لينين المركزي (لوجنيكي حالياً) في موسكو في ذهاب الدور ثمن النهائي، وانتهت المباراة لصالح أصحاب الأرض بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، قبل أن يُجدد المنتخب السوفييتي فوزه في مواجهة الإياب التي أقيمت بعد عام كامل في العاصمة المجرية بودابست بهدف دون مقابل ليصعد بالتالي للدور ربع النهائي؛ وقد توالت المباريات بين المنتخبات المشاركة في البطولة حتى وصلت منتخبات: الاتحاد السوفييتي وفرنسا ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا للدور ربع النهائي.

الجنرال فرانكو يتسبب في إقصاء بلاده
وانطلق الدور ربع النهائي من التصفيات المؤهلة لبطولة اليورو في أواخر عام 1959، وكانت المفاجأة تتمثل في انسحاب المنتخب الإسباني الأول لكرة القدم، المرشح الأبرز لنيل اللقب لا سيّما مع تألق نادي ريال مدريد في المسابقات الأوروبية، من النسخة الأولى للبطولة، وذلك بعدما أوقعت قرعة الدور ربع النهائي منتخب لا فوريا روخا في مواجهة نظيره السوفييتي.

ورفض حاكم إسبانيا في ذلك الوقت الجنرال، فرانسيسكو فرانكو، فكرة السماح لمنتخب بلاده بالسفر إلى العاصمة موسكو لأسباب سياسية، ليتأهل بذلك السوفييت إلى النهائيات من دون أن يضطروا للعب دقيقة واحدة في هذا الدور، ويلتحق به بعد ذلك منتخبات: فرنسا ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا التي أطاحت بمنتخبات: النمسا والبرتغال ورومانيا على التوالي.

النهائيات
أما نهائيات البطولة فقد انطلقت في يوم السادس من شهر يونيو من عام 1960، وذلك عندما استقبل المنتخب الفرنسي، صاحب الأرض، على ملعب حديقة الأمراء بالعاصمة باريس، نظيره اليوغسلافي، في مباراة قلب فيها الأخير بقيادة نجمه ميلان جاليتش تأخره أمام نظيره الفرنسي بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين، إلى فوز مستحق بنتيجة خمسة أهداف مقابل أربعة، في حين نجح المنتخب السوفييتي بقيادة حارسه المتألق، ليف ياشين، بالوصول إلى المباراة النهائية بعدما سحق نظيره التشيكوسلوفاكي بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، في مباراة كان بطلها الحارس الذي كان يُلقب بالأخطبوط الأسود.

وفي المباراة النهائية، التي أقيمت أيضاً على أرضية ملعب حديقة الأمراء في باريس بتاريخ العاشر من شهر يوليو/تموز أمام نحو 18 ألف متفرج، نجح منتخب الاتحاد السوفييتي في التتويج بلقب البطولة بعدما تغلب على نظيره اليوغوسلافي بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد، بعدما كانا المنتخبان قد احتكما إلى الأشواط الإضافية إثر تعادلهما بهدف لمثله في شوطي اللقاء، في حين ذهب المركز الثالث لمنتخب تشيكوسلوفاكيا الذي تمكن من الفوز على نظيره الفرنسي في عقر داره بنتيجة هدفين دون مقابل.

المساهمون