لماذا يسجل كيميتش أهدافاً غزيرة مع بايرن أنشيلوتي؟

لماذا يسجل كيميتش أهدافاً غزيرة مع بايرن أنشيلوتي؟

16 أكتوبر 2016
كيميتش يتألق مع بايرن (Getty)
+ الخط -


أهداف غزيرة هذا الأسبوع بعد جولة التوقفات الدولية، ليسجل عدد كبير من لاعبي الوسط، في تطور واضح للشق الهجومي بالنسبة لمعظم الفرق، خصوصا بعد أيام الفيفا الطويلة، ليقود رافينيا برشلونة إلى فوز عريض على ديبورتيفو، وينقذ نوليتو السيتي من هزيمة مؤكدة أمام إيفرتون، ويواصل أرسنال الصعود إلى القمة مع ثيو والكوت، لكن الحضور الأهم على الإطلاق، ارتبط بالشاب الألماني جوشوا كيميتش، لاعب الوسط الذي يسجل مؤخرا أكثر من مهاجمي البافاري.

كيميتش
سجل كيميتش 4 أهداف في بطولة البوندسليغا هذا الموسم، أقل بهدف واحد فقط من ليفاندوفيسكي، ليأتي في المركز الثاني ضمن هدافي حامل اللقب، مع إجادة مماثلة في بطولة دوري الأبطال، ليتحول الصاعد الواعد إلى واحد من أهم أسلحة كارلو أنشيلوتي، بعد أن عرفه الجميع مع بيب غوارديولا في الموسم الماضي.

حصل جوشوا على الشهرة مع بايرن ثم منتخب ألمانيا في يورو 2016، فبعد أن كان احتياطيا في فترات طويلة، التقطه بيب من الدكة، لسد العجز الناتج عن إصابة معظم المدافعين، ليحوله من لاعب وسط إلى قلب دفاع صريح، ويلعب به أساسيا في معظم مباريات البافاري سواء في الدوري أو بالشامبيونزليغ، لينضم بشكل مفاجئ إلى القائمة النهائية للمنتخب الألماني في اليورو.

لعب كيميتش مع يواكيم لوف في مركز الظهير الأيمن، عندما راهن المدرب على نفس خطة اللعب 4-2-3-1 أمام إيرلندا، لكن مع بعض التعديلات في مراكز اللاعبين، ليُكمل البطولة في هذا المركز، ويصعد كثيرا إلى الأمام مستخدما سرعته، وإتقانه للكرات القطرية والتمريرات العرضية تجاه المهاجمين ولاعبي الأجنحة، لكن مع كارلو عاد مرة أخرى إلى مركزه الأساسي.

اللعب المباشر
اعترف أنشيلوتي أنه لن يقدر بسهولة على تغيير طريقة تفكير لاعبي بايرن، بعد ثلاث سنوات رفقة المدرب السابق غوارديولا، لكنه عمل منذ اليوم الأول على تحررهم من الضغوط، وتقليل حصص التدريب الشاقة، مع الاعتماد على الواقعية في بعض المباريات، دون التركيز المستمر على الضغط الراديكالي كما كان يصمم سلفه، ليعترف أكثر من لاعب بافاري بأن الأجواء الآن أكثر هدوءا ومتعة بعيدا عن تعقيدات التكتيك.

وينتهج الإيطالي أسلوب اللعب المباشر في الملعب، بالحفاظ على الاستحواذ والسيطرة، لكن مع ديناميكية أكبر وحلول أقصر في رحلة الوصول إلى مرمى الخصم. بمعنى أوضح وأشمل، أن يصل البايرن إلى الشباك مستخدما عدد تمريرات أقل، مع التناقل السريع للكرة من الخلف تجاه الأمام، وبالتالي يسجل بايرن مع أنشيلوتي خلال عدد مناسبات أقل من الحقبة السابقة، بسبب الاختلاف في طريقة تناول الجانب الخططي لكلا المدربين.

يقول القائد الحالي لبايرن، "أريد أن يسجل فريقي عددا كبيرا من الأهداف، لكن بهدوء وبدون ضغط". ونتيجة هذا الفكر، يلعب بايرن بعدد تمريرات أقل، ويستخدم العرضيات بكثرة، ويتمركز أظهرته على الخط الجانبي من الملعب، عوضا عن الدخول إلى الوسط وتحولهم إلى قطع وهمية لدعم الارتكاز.

الوسط الهداف
اشتهر بايرن بتواجد الأجنحة على الأطراف، فيما يتدخل الظهيران إلى العمق، إنها حركة فنية تعرف بعكس "الأوفرلاب"، أي يقوم لاعب الجناح بمعظم مهام استلام الكرات وتمريرها، مع إعطاء الفرصة للاعب الوسط أو الظهير بالانطلاق في أنصاف المسافات، لذلك لعب دافيد ألابا كثيرا كمدافع ثالث، وحصل آرين روبن ثم دوغلاس كوستا على نصيب الأسد من صناعة لعب الفريق بالموسم الماضي.

تبدل الحال تماما في الفترة الأخيرة، ليلعب بايرن بخطة 4-3-3 صريحة، ثنائي من الأطراف رفقة لاعب هجومي أمام منطقة الوسط، مع التزام كل من فيليب لام وألابا بمكانهما على الخط تماما، مجرد ظهيرين تقليدية ترفع الكرات العرضية وتدعم الهجوم رفقة لاعبي الأجنحة كفرانك ريبري وكومان وروبن.

بعد ذلك يتم تقسيم الوسط بالتخصص، يقوم ألونسو بالدفاع والتمرير من الخلف، بينما يتكفل ألكانترا بربط الدفاع بالهجوم، كما حدث أمام فرانكفورت، ليحصل كيميتش على الحرية الكاملة، إنه لاعب غير مطلوب منه الدعم الخلفي بشكل كلي، ولا يعتبر الرقم 1 في الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، أو لعب التمريرات الماكرة في وبين الخطوط، لكنه يقف في المكان المثالي، يطلب الكرة ويسجل الأهداف بكل بساطة.

تقول لغة الأرقام إن كيميتش من أقل لاعبي البطولة قياما بالمراوغة، العرقلة المشروعة، الكرات الهوائية، يملك عدد 1 أو أقل في كل مباراة، مع دقة تمرير أضعف كثيرا من زملائه، فقط 86%، لكنه فعال جدا عندما يتعلق الأمر بالحسم، حيث إنه سجل 4 أهداف من أصل 9 تسديدات على مرمى المنافسين.

يعكس كيميتش جانبا أساسيا من أفكار مدربه الإيطالي، حيث اللعب السهل البسيط، بوضع اللاعب الظهير على الخط، وقيام الجناح بمساندته إما بالقطع إلى العمق أو تنفيذ الزيادة العددية أسفل الطرف، وفي النهاية يتواجد المهاجم ثم لاعب الوسط داخل منطقة الجزاء، لكي يسجل الأهداف بعد أن تحرر من مهام صناعة اللعب وخلق الفراغ في منطقة ضيقة داخل الملعب.