حيمودي لـ"العربي الجديد": اعتزلت بعد تحقيق حلمي

حيمودي لـ"العربي الجديد": اعتزلت بعد تحقيق حلمي

17 اغسطس 2014
حيمودي مصمم على الاعتزال بعد مشواره في المونديال (Getty)
+ الخط -

جدّد الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي تأكيده بعدم عودته إلى إدارة المباريات رغم أنه لم يبلغ بعد سن التقاعد، مضيفا صاحب الـ 44 عاما، بأن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم رخصة لأفضل الحكّام الذين تألقوا في مونديال البرازيل الأخير بمواصلة إدارة المباريات إلى غاية سن الـ 47 عاما، لن يجعله يعدل عن قرار الاعتزال.

وقال الحكم جمال حيمودي في حوار مع "العربي الجديد" إن المباراة التي أدارها بين الزمالك المصري ومازيمبي الكونغولي هي فعلا الأخيرة في مشواره، موضحا في هذا الشأن "لم أكن أتوقع إدارة أية مباراة بعد عودتي من البرازيل، فقد قررت قبل انطلاق المنافسة العالمية بأن الاعتزال سيكون بعد نهاية المونديال، ثم تفاجأت بالتعيين من طرف لجنة تحكيم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لإدارة مباراة الزمالك ومازيمبي الكونغولي في دوري أبطال أفريقيا، ووجدت نفسي مجبرا على الانتقال إلى مصر، وبعدها أشعرت "الكاف" باعتزالي التحكيم، بمعنى أن تلك المباراة هي الأخيرة لي في مشواري".

"حققت كل شيء وليس لدي أي طموح آخر" وبحسب جمال حيمودي، فإن رخصة "الفيفا" بإمكانية بقائه إلى غاية سن الـ 47 عاما، لا يحمّسه على العدول عن قرار الاعتزال، موضحا في هذا الشأن "أنا أبلغ من العمر 44 عاما، ويمكن أن أبقى لعام إضافي لكنني اعتزلت، كما أن السنتين الإضافيتين من "الفيفا" لن تجعلني أغيّر رأيي، لأن ذلك لن يسمح لي بالتطلع لأتواجد في مونديال روسيا عام 2018، لأنني في ذلك الموعد سأكون قد بلغت الـ 48 عاما، ومن هذا المنطلق، فإن غياب رهان المونديال هو الذي جعلني أتمسّك بقرار الاعتزال"، مضيفا "لقد حققت كل شيء، ولا يمكنني أن أطمح لتحقيق أفضل من المشاركة في دورة نهائية لكأس العالم وإدارة أربع مباريات كاملة، إنه رقم قياسي عربي وأفريقي يصعب على أي حكم تحقيقه، وأقول هذا بكل تواضع".

وواصل "خلال مشواري الطويل في عالم التحكيم، كانت لي أفضلية إدارة مباراة نهائية لكأس أمم أفريقيا ومباراة افتتاحية أيضا وتم اختياري كأحسن حكم أفريقي، وأدرت مباريات كبيرة للأندية وللمنتخبات في منافسات كروية مختلفة على الصعيدين القاري والدولي، وكان ختامها مسكا، فقد أدرت أربع مباريات في المونديال منها مباراة ترتيبية (مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في كأس العالم) بين منتخبي البرازيل وهولندا، وأعتقد جازما بأن بعد مشاركتي الإيجابية في المونديال، وجب عليّ التوقف عند هذا الحد".

"لم أسرق البرازيل"  وعاد الحكم الدولي الجزائري لمباراة الثالث والرابع، التي حظي بإدارتها برفقة مساعديه، الجزائري عبد الحق إيتشعلي والمغربي رضوان عشيق، وقال إنه تأثر كثيرا لمن انتقده وحول تلطيخ مشاركته الإيجابية في المونديال، وأوضح "أنا مقتنع بأن القرارات التي اتخذتها في المباراة الترتيبية كانت كلها صحيحة، وفي اللقطة الأولى التي احتسبت فيها ضربة جزاء لهولندا أمام البرازيل بعد خطأ على اللاعب روبن، فإن القانون ينص على الإعلان عن الخطأ بعد انتهاء اللقطة، وروبن تعرّض للمسك خارج منطقة الجزاء فعلا، لكن اللقطة انتهت بسقوطه داخل منطقة الجزاء، واستوجب الإعلان عن ضربة جزاء"، مضيفا "لم أطرد المدافع البرازيلي الذي ارتكب الخطأ على روبن لأن الخطأ ارتكب على الجهة اليمنى، بمعنى أن روبن لم يكن أمام المرمى، وبالتالي فإن البطاقة الواجب إخراجها هي الصفراء وليست الحمراء، بينما تركت مبدأ الأفضلية في لقطة للمنتخب البرازيلي لأن ثمة تمويها من المهاجم البرازيلي، ولم يكن هناك خطأ إطلاقا".

وأضاف حيمودي وهو يدافع عن نفسه "الاتحاد الدولي يفضل تفادي توزيع البطاقات للحفاظ على روح اللعبة، وفي بعض اللقطات التي يلجأ فيها اللاعبون إلى التمويه، يمكن للحكم عدم توقيف اللعب لمنح إنذار واحتساب خطأ خاصة إن كانت الكرة لدى الفريق المنافس، إنها قرارات يتخذها الحكم في المباراة من باب سلطته التقديرية، ويدخل ذلك ضمن تسيير الحكم للمباراة، لذلك أنا لم أسرق المنتخب البرازيلي".

"فخور بتشريفي للعرب وللأفارقة"  ولم يدخر جمال حيمودي أي جهد لانتقادات كل المحللين الذين توقفوا عند قراراته المثيرة للجدل في المباراة الترتيبية، ليقول "بعض المحللين لا يقدمون أية إضافة في تدخلاتهم وكان جديرا بهم تقديم ملاحظات قيمة تفيد الحكام الشباب، وليس الحديث عن حيمودي الذي شرّف التحكيم الجزائري والعربي والأفريقي، لأن مشواري كان إيجابيا بدليل أن الحكم الدولي التونسي ناجي الجويني نفسه الذي كان عضوا في لجنة التحكيم اعترف بأن قراراتي كانت صحيحة في المباراة الترتيبية".

وختم جمال حيمودي بالقول "فخور بكل ما قدّمته وبتشريفي للعرب وللأفارقة، لقد سجلت رقما عربيا وأفريقيا في المونديال يصعب تحطيمه، وهو إدارة أربع مباريات كاملة، وهذا الإنجاز حققته بفضل العمل والتضحيات، وأنصح الحكام الشباب ببذل كل جهدهم لوصول إلى هذا المستوى".

المساهمون