ياسين عدلي وحسام عوار

ياسين عدلي وحسام عوار

09 مارس 2024
ياسين عدلي نجم فريق ميلان الإيطالي (Getty)
+ الخط -

أثار تصريح  ياسين عدلي جدلاً كبيراً لدى جماهير الكرة في الجزائر، عندما أعلن اختياره تمثيل منتخب فرنسا حتى قبل استدعائه للمنتخب الأول، بعد أن لعب في كل الفئات الشبابية مثل غيره من مزدوجي الجنسية الذين يحق لهم الاختيار في سن معينة مهما كانت الأسباب بحكم جنسيتهم المكتسبة ومولدهم و نشأتهم وتكوينهم الفرنسي، وهو أمر عادي وطبيعي، حتى ولو جاء دون مقدمات، بعد محاولات من جمال بلماضي لضمه إلى المنتخب الجزائري كللت بالفشل، ومع ذلك يجب احترام رغبة اللاعب بشرط أن لا يكون اختيار الجزائر ثانوياً عندما يجد نفسه خارج حسابات فرنسا، كما حدث مع حسام عوار، وبعض اللاعبين الذين سبقوهم على قلتهم.   

خيار ياسين عدلي لم يكن جديداً ولا مفاجئاً، بل يعود إلى 3 سنوات من قبل عندما تواصل معه المدرب السابق للمنتخب الجزائري جمال بلماضي، وعرض عليه الالتحاق بمنتخب "الخضر" مباشرة بعد انضمامه إلى فريق ميلان وإعارته الى نادي بوردو، لكنه كان دائماً يتحجج بضرورة منحه الوقت الكافي للتفكير قبل أن يرفض الفكرة كلية عشية كأس أمم أفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار. 

وهو الذي أعلن الأسبوع الماضي حتى قبل أن يتلقى دعوة من ديديه ديشان، وهو الأمر الذي يبدو مستبعداً على الأقل في الوقت الراهن بالنظر لوجود منافسة شديدة في وسط ميدان المنتخب الفرنسي، في انتظار تأكيد مكانته في الميلان بعد الفرصة التي أتيحت له إثر رحيل ساندرو تونالي، وإصابة اسماعيل بن ناصر.

من حق ياسين عدلي اختيار فرنسا أو الجزائر دون الحاجة الى تبرير خياره باعتباره حاملاً للجنسيتين ، وطبيعي جدا أن يلعب في منتخب فرنسا الذي شارك معه 47 مرة في جميع الفئات الشبابية بدءا بمنتخب أقل من 17 سنة الى أقل من 23 سنة، لكن لا يجب أن تكون الجزائر خياراً ثانياً يضطر الى اتخاذه اللاعب عندما تغلق أبواب فرنسا في وجهه مثلما حدث مع حسام عوار الذي كان سعيداً باستدعائه للمنتخب الفرنسي الذي عمل جاهداً من أجل الوصول اليه، لكن بعد 3 سنوات عاد عن قراره كاشفاً عن ندمه لاختيار فرنسا على حساب الجزائر، وقائلاً إن الانضمام إلى المنتخب الجزائري كان خيار القلب، ملمحاً الى أن الخيار الأول كان للعقل والمصلحة الفنية والمادية والرياضية.

عندما اكتشف ياسين عدلي غضب الجماهير الجزائرية في وسائط التواصل الاجتماعي، وعد في تصريحه الأسبوع الماضي بتقديم توضيح حول خياره دون أن يطالبه بذلك أحد، و مبدياً تفهمه ومتمنياً أن يحترم خياره باللعب في المستوى العالي كما قال، دون أن يتأكد من إمكانية اللعب في المنتخب الفرنسي، ومدى قدرته على ضمان مكانته في فريق ميلان أولاً بعد تعافي اسماعيل بن ناصر، ثم في فرنسا ثانياً بمشاركة كامافينغا، تشواميني أدريان رابيو، يوسف فوفانا، أبو بكر كامارا وغيرهم من اللاعبين المتميزين الذين تزخر بهم فرنسا وتعول عليهم في بطولة "يورو 2024".

وللتذكير فإن ياسين عدلي من أبوين جزائريين، وقع أول عقد احترافي له مع فريق باريس سان جيرمان الفرنسي في يوليو/تموز عام 2018 وعمره 18 سنة، قبل أن ينتقل إلى فريق بوردو الفرنسي ثم ميلان الإيطالي في صيف عام 2021 لخمس سنوات، شارك مع كل المنتخبات الشبابية الفرنسية منذ كان في سن الـ 17 سنة، وطبيعي أن يحلم بتمثيل نفس المنتخب الكبير، وعليه يجب احترام قراره، وعليه احترام رغبتنا في أن نكون الخيار الأول، وله في حسام عوار عبرة خاصة وإن لم يتأقلم مع المنتخب الجزائري، ولم يتحرر من أزمة نفسية تُلاحقه، أثرت على مستواه ومردوده مع منتخب "الخضر"، وصعبت من اندماجه حتى الآن.

المساهمون