هلا مدريد

هلا مدريد

07 مايو 2022
أنشيلوتي على موعد مع التاريخ وبنزيمة هداف الأبطال (أوسكار ديل بوزو/فرانس برس)
+ الخط -

ما فعله ريال مدريد في الدقائق الأخيرة من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي يبقى راسخاً في ذاكرة عشاق الكرة العالمية الذين استمتعوا بليلة ملكية ليست ككل الليالي حول فيها أنشيلوتي الخسارة إلى فوز والإقصاء إلى تأهل تاريخي للنهائي للمرة السابعة عشرة في تاريخه، مؤكداً أن المسابقة هي من اختصاصه، ومن اختصاص مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي بلغ النهائي خمس مرات منذ سنة 1992، مقابل ست إقصاءات لغوارديولا في نصف النهائي مثيرة للتساؤلات رغم ثراء وقوة تشكيلته كل مرة، لكن إخفاق جاك غريليش في تجسيد فرصتين سانحتين في الدقائق الأخيرة أعاد الروح للمدريديين الذين سجلوا من أنصاف الفرص هدفين بفضل البديل رودريغو في سيناريو لفيلم رعب لم يكن متوقعاً، ولم يسبق له مثيل في تاريخ المسابقة بالشكل الدراماتيكي الذي حدث.

العالم لم يفهم حتى الآن هل الريال هو الذي كان أحسن ففاز وتأهل، أم أن السيتي كان سيئاً فخسر وأقصي، لكن الأكيد أن الروح التي يتمتع بها لاعبو الريال صنعت الفارق وجعلتهم يعودون في اللحظات الأخيرة بذلك الشكل رغم الضغوطات والإرهاق وقوة المنافس الذي قلب الصفحة قبل أن يقرأ السطر الأخير منها في الدقيقة التسعين، وأنهى اللقاء بعد أن سجل محرز هدف السبق في ربع الساعة الأخير، ليخرجه رفقة دي بروين وغابرييل جيسوس في وقت أقحم أنشيلوتي شباناً أعطوا نفساً جديداً للفريق وغيروا مجرى المباراة رغم الإرهاق الذي نال منهم، قبل أن يخرجوا نفساً آخر لا يملكه سوى كبار الكرة والأندية العريقة التي تملك ثقافة الفوز مهما كان المنافس والظروف، ولا يسكنها اليأس ولا الغرور مثلما يحدث للسيتي كل مرة في عهد غوارديولا.

أنشيلوتي صنع الفارق وصار أول مدرب يبلغ نهائي دوري الأبطال للمرة الخامسة في التاريخ، بعد أن صار أول مدرب يحقق اللقب في الدوريات الخمس الكبرى بتتويجه مع الريال بطلاً للدوري الاسباني، وأكد أن التركيز وبرودة الأعصاب هما مفتاح النجاح الذي قاده للإطاحة بـ "البياسجي وتشلسي والسيتي"، خاصة في وجود لاعب من حجم كريم بنزيمة في أوج عطائه، سجل ذهاباً وإياباً ثلاثة أهداف أمام البياسجي، وأربعة ضد تشلسي وثلاثة في مواجهة السيتي، ليتربع على عرش هدافي المسابقة لهذا الموسم، ويتوجه نحو قيادته للحصول على اللقب الرابع عشر في بطولة حان الوقت لتغيير تسميتها من دوري الأبطال إلى دوري الريال، تقديراً واحتراماً لفريق يضفي عليها نكهة خاصة مهما تغير المدربون واللاعبون.

أما بيب غوارديولا الذي أصبح أكثر مدرب يخرج من نصف نهائي دوري الأبطال في نصف النهائي فقد دفع ثمن فلسفته المفرطة في المواعيد الكبرى رغم أن تغييرات هي التي أثمرت هدف محرز، وغريليش كان قريباً من قتل المباراة مرتين متتاليتين في الدقائق الأخيرة، لكن هواة الكرة سيحتفظون بهدفي رودريغو في الأنفاس الأخيرة من اللقاء وبتأهل الريال وخروج سيتي غوارديولا الذي يطارده النحس منذ رحيله عن البارسا، ولا يبدو أنه سيفوز مع السيتي بدوري الأبطال مهما كانت قوته مادام يشارك فيه الريال وليفربول بشخصيتهما وهويتهما وروح الانتماء التي يتحلّى بها كلّ لاعب يتقمّص ألوانهما، في وقت يستند غوارديولا إلى نجومية وقيمة ومستوى لاعبيه التي تفوق بكثير ما تملكه باقي الأندية الأوروبية، تفوز بالبطولات والمسابقات المحلية لكنها تعجز كلّ مرة عن تحقيق أغلى البطولات، ربما بسبب غوارديولا الذي يطارده النحس كلّ مرة، ويسيء التصرف في الأوقات الصعبة من المباريات الهامة.

نهائي الريال ضد ليفربول سيكون الثالث من نوعه في تاريخ المسابقة، مكرراً لنهائي سنة 2018، ثأرياً للريدز، وتاريخياً للريال الذي أطاح تشلسي والسيتي وصار المرشح الأول في نظر المتتبعين، لكن لاعبي يورغن كلوب يتمتعون بنفس الروح التي يتحلى بها لاعبو الريال، ويلبسون قميصاً لا تختلف قيمته ولا سمعته عن قميص الريال ما يجعله مفتوحاً على كل الاحتمالات مع فرجة مضمونة ومتعة أكيدة، يكون فيها التتويج الرابع لأنشيلوتي أو الثاني ليورغن كلوب.

المساهمون