هشام الكروج والأولمبياد.. حكاية درامية بنهاية سعيدة

هشام الكروج والأولمبياد.. حكاية درامية بنهاية سعيدة

18 يوليو 2021
البطل المغربي هشام الكروج (Getty)
+ الخط -

كلما اقترب موعد الألعاب الأولمبية الصيفية، يتذكر متتبعو أم الألعاب قصة البطل هشام الكروج، مع الذهب الأولمبي، الذي ظل مستعصياً عليه لسنوات، فالبطل المغربي له حكاية درامية مع الألعاب الأولمبية، الذي استعصى عليه معدنها الذهبي في مشاركتين متتاليتين، غير أن ختام القصة كان سعيداً بفوزه بميداليتين ذهبيتين بدل واحدة.

عرف مسار الأسطورة المغربية في حلبات ألعاب القوى في بدايته إخفاقات على المستوى الأولمبي، قبل أن ينهيه بذهبيتين تاريخيتين في مسافتي 1500 و5 آلاف متر بأولمبياد أثينا سنة 2004، توجتا مساراً حافلاً بالإثارة والتشويق وكفاحاً منقطع النظير، لتحقيق حلم رواده سنين عديدة قبل أن يبلغه في نهاية مساره الرياضي.

بدأت حكاية بطل القوى المغربية سنة 1996 في أتلانتا، وتلك السقطة الشهيرة في نهائي سباق 1500 متر، التي قيل عنها الكثير، إذ كان المتتبعون ينتظرون إعادة السيطرة على هذه المسافة للمغرب بعدما انتزعها الجزائري نور الدين مورسلي من البطل المغربي الآخر سعيد عويطة، والكل كان يجزم أن الكروج سيسحب البساط من مورسلي وأن هذا السباق سيكون الأخير للبطل الجزائري، الذي كان في نهاية مساره الرياضي.

وبمجرد ظهور الكروج الظاهرة محا العداء الجزائري من جميع السجلات الرياضية العالمية، بسبب اكتساحه جميع الأرقام القياسية التي كانت في حوزته، علماً أن جميع المؤشرات كانت تصب في مصلحة الكروج، والجميع كان يرشحه لإطاحة الجزائري ملك المسافات المتوسطة في تلك الفترة، وظلت كاميرات المصورين تلتقط الطريقة التي سقط بها الكروج بسبب حركة خفيفة بقدم مرسلي دون أن تكشف عن النوايا الحقيقية التي كانت وراءها، واعتبر سقوطه بسبب قلة تجربته ودرساً قد ينفعه في الدورات المقبلة.

لكن الحكاية الدرامية للبطل العالمي والأولمبي الكروج مع الألعاب الأولمبية لم تقف عند محطة أتلانتا، فبعد أربع سنوات من الانتظار، ظن المتتبعون أن دور الكروج قد جاء لتطويق عنقه بالذهب الأولمبي في دورة سيدني، غير أنه خيب أمل المغاربة بعد ضياع الميدالية الذهبية في الأمتار الأخيرة، لتتجدد الأحزان مرة أخرى، ويدخل هشام الكروج في دوامة من الشك، لا سيما أنه سيعود إلى الانتظار أربع سنوات أخرى لتحقيق حلمه الذي راوده منذ بداية مساره الرياضي سنة 1992، قبل أن يشارك لأول مرة في بطولة العالم سنة 1995 بغوتبورغ.

 

وعانى الكروج أربع سنوات أخرى قبل أن يشارك للمرة الثالثة على التوالي في الأولمبياد الذي احتضنه مهد الألعاب أثينا سنة 2004، إذ عاش الكروج فترات عصيبة وخاض خلالها تدريبات قاسية، فقد كانت هذه الدورة الفرصة الأخيرة للكروج للتتويج بالذهب الأولمبي، الذي انتظره منذ بداية مساره الرياضي، وكان يؤمن بأنها الفرصة الأخيرة أمامه للفوز بالذهب الأولمبي.

وعلم الكروج جيداً أن الذهب الأولمبي أغلى من أي ذهبية يمكن أن يفوز بها في باقي المنافسات العالمية والدولية، إذ كان عليه أن يثبت أنه أفضل عداء في العالم في المسافات المتوسطة، وبالفعل استطاع أن يحقق إنجازاً غير مسبوق بفوزه بذهبيتي 1500 و5 آلاف متر، بعدما كان قريباً من السقوط في الفخ ذاته الذي سقط فيه في أولمبياد سيدني وأمام العداء الكيني ذاته، وجمع لقبي هاتين المسافتين اللتين لم يستطع أي عداء قبله وبعده التتويج بهما.

وبالرجوع إلى إنجازات الكروج، يمكن القول إن مسيرته تعد الأبرز في تاريخ ألعاب القوى في المسافات المتوسطة، إذ تمكن من إحراز ثلاث ميداليات أولمبية، فضية في أولمبياد سيدني وذهبتين في أولمبياد أثينا، وأربعة ألقاب للعالم في 1500 سنوات 1997 و1999 و2001 و2003، وفضيتين سنتي 1995 في المسافة ذاتها و2003 في 5 آلاف متر، وثلاثة ألقاب في بطولة العالم داخل القاعة سنوات 1995 و1997 و2001.

وفاز الكروج أيضاً بالدوري الذهبي لألعاب القوى سنوات 1998 و2000 و2001 و2002، كما توج ثلاث مرات متتالية بأفضل عداء عالمي في السنة سنوات 2001 و2002 و2003، ويعد إنجازا غير مسبوق في تاريخ ألعاب القوى العالمية، إذ لم يستطع إلى حدود اليوم أي عداء عالمي أن يتوج ثلاث مرات بأفضل رياضي في السنة، كما أن رقمه القياسي في سباق 1500 متر ما يزال صامدا رغم مرور السنوات ولم يتمكن أي عداء من الاقتراب منه.

المساهمون