ملك الملاعب الترابية، وصف تطلقه وسائل الإعلام العالمية والجماهير الرياضية، على النجم الإسباني المخضرم، رافاييل نادال، الذي استطاع تحقيق لقب بطولة "رولان غاروس"، للمرة الـ14 في مسيرته، ليكتب صاحب الـ(36 عاماً) اسمه بأحرف من ذهب في عالم التنس.
نادال الذي ولد وفي فمه ملعقة من الذهب، بسبب عائلته الثرية، حيث يعد والده سيباستيان أحد رجال الأعمال المشهورين في إسبانيا، ووالدته ماريا، التي تعمل في تجارة العطور، لم يكن مهتماً نهائياً بأن يدخل في مجال الرياضة.
لكن هدية عمه توني نادال وهو في سن الرابعة من عمره صنعت الفارق في حياة رافاييل، بعدما أعطاه مضرباً للتنس، وأعجب به نادال رغم أن بنيته الجسدية كانت ضعيفة، إلا أنه استطاع تطوير نفسه عبر خوضه للتدريبات المستمرة.
وبالإضافة للتنس، كان نادال مهتماً بلعب كرة القدم، لكن والده تدخل سريعاً بعدما لاحظ تراجع نتائج ابنه في المدرسة، ليقوم بتوجيه طلب مباشر له، وهو اختيار رياضة واحدة، حتى يركز على التحصيل العلمي، ليفضل نادال كرة المضرب.
وأشرف توني بشكل مباشر على تدريبات رافاييل نادال، وطلب منه استخدام يده اليسرى، رغم أن رافاييل يجيد العمل بيده اليمنى، لكن خبرة عمه في عالم التنس، جعلته يتمرن على يده اليسرى، من أجل تنفيذ الضربات الأمامية القوية.
وتخوف والدا رافاييل على نجلهما، بسبب رغبته بأن يصبح محترفاً في عالم التنس، ويهمل دراسته، لكن العم توني قدم وعده، وطالبهم بضرورة منحه فرصة، كون رافاييل يتمتع بالموهبة، التي ستجعله أحد أهم لاعبي كرة المضرب.
وبرز نادال في عالم التنس، وهو في سن الـ16 من عمره، بعدما وصل لنصف نهائي بطولة "ويمبلدون" للناشئين، وانتزع لمنتخب إسبانيا لقب كأس ديفيز، عندما كان يبلغ 18 عاماً، ليشق بعدها طريقه الناجح في هذه الرياضة.
وعانى نادال من إصابة في قدمه كادت تجعله يعلن اعتزاله، وقرر بالفعل التوجه إلى رياضة الغولف، إلا أنه عاد بقوة مرة أخرى، وأصبح المنافس الأول للسويسري، روجر فيدرير، وحقق الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية في بكين.
واستمر نادال بحصد الألقاب، حتى أصبح لديه 22 تتويجاً في بطولات "الغراند سلام"، و14 لقباً في "رولان غاروس"، ما جعله أحد أساطير رياضة كرة المضرب في التاريخ، وليحفر اسمه طويلاً في ذاكرة الجماهير الرياضية، التي تحبه كثيراً.