من عشاء غوارديولا إلى العمل مع أنشيلوتي... قصة تحول أسطورة البايرن

لا تعرف جماهير كرة القدم الكثير عن مايكل ريشكه، لكن المختصين في عالم "الساحرة المستديرة" يدركون جيداً القدرات الكبيرة التي يتمتع بها، كونه أحد أساطير الإدارة في بايرن ميونخ الألماني، وكان وراء جلب المدربين بيب غوارديولا وكارلو أنشيلوتي إلى العملاق "البافاري"، نتيجة علاقاته الواسعة التي يتمتع بها.

لكن مايكل ريشكه فاجأ الجميع، بعدما قرر ترك منصبه كمدير رياضي لنادي بايرن ميونخ، ليصبح رئيساً لشركة "أي سي إم ستيرلر"، إحدى أكبر وكالات نجوم "الساحرة المستديرة"، وهو بعمر الـ(63). رغبة منه في مواصلة نجاحاته واستغلال علاقاته الواسعة مع أشهر المدربين في العالم.

واستطاع مايكل ريشكه الحصول على خدمات المدرب بيب غوارديولا، بعد دعوة عشاء جمعت بين الرجلين، ليقتنع المدير الفني الإسباني بمشروع بايرن ميونخ، بحسب ما ذكره لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية

ومع اقتراب مغادرة غوارديولا إلى مانشستر سيتي، أبلغ مايكل ريشكه، المدرب الإسباني، بأنه دعا الألماني توماس توخيل للعشاء، ليقرر "الفيلسوف" مباشرة تلبية الدعوة، والجلوس معهم، وأوصى بعد انتهاء السهرة بضرورة قيام العملاق "البافاري"، بالحصول على خدمات المدير الفني الألماني الشاب.

وتحدث مايكل ريشكه عن تلك الواقعة، بقوله: "لقد ظهر أن بيب يُحب توخيل كثيراً، بسبب ذكاء المدرب الألماني، وأوصاني بأن على إدارة بايرن ميونخ الحصول على خدماته، نتيجة الأفكار الرائعة التي طرحها أثناء العشاء"، لكن في النهاية ذهب توخيل لدورتموند.

وأكد مايكل ريشكه أن توماس توخيل سينجح في مهمته الجديدة مع تشلسي، وأنه يتابع هاتفيا ما يقوم به صديقه بيب غوارديولا في الدوري الإنكليزي الممتاز مع مانشستر سيتي.

وعبّر مايكل ريشكه عن إعجابه الكبير بطريقة تعامل غوارديولا، منذ اللقاء الأول فيما بينهما، عندما قال الإسباني: "لقد قام بدعوتي للسفر معه، حتى نشاهد مواجهة يوفنتوس ضد منافسه روما، الذي كانت تنتظره مباراة ضد بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا".

وتابع ريشكه "أخبرني بيب في الطائرة كيف ستكون المباراة بين يوفنتوس وروما، وبالفعل حدثت جميع توقعاته، وسمح لي بحضور الاجتماعات الخاصة مع اللاعبين، ورأيته كيف يوجه الجميع، وبالنهاية فاز بايرين على روما بسبعة أهداف مقابل هدف".

وأكد مايكل ريشكه بأن نجاح بيب غوارديولا يعود إلى قوة تركيزه المذهلة على التفاصيل الصغيرة، لمنافسه الذين يعانون كثيراً أمامه، وهذا ما جلب النجاح له، نتيجة الثقة الكبيرة التي منحها لنجومه في جميع المواجهات التي خاضوها.

ونظرا لعلاقة الصداقة القوية بين مايكل ريشكه وبيب غوارديولا توقعت وسائل الإعلام الألمانية أن المدير الرياضي لنادي بايرن ميونخ في طريقه إلى مانشستر سيتي، لكن صاحب الـ(63 عاما) كان يُفكر خارج الصندوق، وعيناه على رئاسة إحدى أهم الشركات العالمية في كرة القدم.

ويحرص وكلاء أعمال نجوم كرة القدم على التوجه إلى الأشخاص الذين لديهم القوة والنفوذ والعلاقات الكبيرة، وهذه الصفة موجودة عند مايكل ريشكه، الذي تمكن خلال وجوده مع بايرن ميونخ من جلب أهم المدربين والنجوم.

وبعد رحيل غوارديولا عن بايرن ميونخ لم يعان مايكل ريشكه كثيراً، بل استطاع الحصول على موعد مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وتمكن من إقناعه بمشروع الفريق الألماني، وأخذ منه كلمة جعلته ملزماً بالسفر لتوقيع عقده.

ويمتلك ريشكه مسيرة رائعة في عالم الإدارة مدتها 41 عاماً، بدأت عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً، حين وافق على تدريب فريق قريته الصغيرة، ليصبح اليوم رئيساً لشركة "أي سي إم ستيرلر"، إحدى أكبر وكالات نجوم "الساحرة المستديرة.

بعيدا عن الملاعب

التحديثات الحية

وكلاء اللاعبين... "بيزنيس" عائلي من أجل مكاسب مالية مهمة

وأصبح دور ريشكه مع منصبه الجديد، ومن خلال تواصله مع أهم وكلاء النجوم في العالم، وضع خطط تسويقية قادرة على الحصول على أفضل الصفقات، وخاصة أن أندية "البريميرليغ" أنفقت أكثر من 263 مليون جنيه إسترليني على أتعاب الوكلاء في الموسم المالي، رغم الوضع الصعب نتيجة أزمة كورونا.

وقال ريشكه: "كما هو الحال في أي عمل تجاري، شراء منزل أو توظيف ممثل، أصبح الوكلاء جزءاً من اللعبة الآن". في الخارج، يرى الجمهور رجلاً واحداً يتقاضى أجراً مقابل صفقة بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني، لذا فهم يرسمون صورة لكنهم لا يرون ما حدث لسنوات عديدة قبل ذلك الحين.

يمكن أن يكون الوكلاء مسؤولين عن مساعدة النادي في الشراء أو البيع بالسعر المناسب، فقد عملوا مع اللاعب منذ صغره.

ومن عوامل نجاح ريشكه في منصبه الجديد خبرته كمدير تقني، يهتم بالتخطيط لمستقبل الأندية، ويجيد توظيف علاقاته، خاصة أنه يريد إظهار المواهب الألمانية بشكل أكبر، مع اعتماد فرق "البوندسليغا" على جلب الشباب من إنكلترا، الذين استطاعوا خلال فترة قصيرة، لفت أنظار الجميع إليهم.

ويعد ريشكه المكتشف الحقيقي للنجم الألماني توني كروس، الذي كان يعاني من الجلوس على دكة البدلاء مع بايرن ميونخ، وقد قام بالاتصال بإدارة باير ليفركوزن، وطالبها بضرورة الحصول على خدمات قائد خط الوسط على سبيل الإعارة، لمدة 18 شهراً، وبالفعل نجح في تطوير مهاراته وصقل موهبته، ما جعله يعود مرة أخرى إلى العملاق "البافاري"، لينتقل بعدها إلى ريال مدريد، ويصبح ركيزة أساسية مع "الملكي" خلال السنوات الماضية.

وفعل ريشكه الشيء نفسه مع النجم الإسباني داني كرفخال، عندما شاهده يجلس على مقاعد البدلاء في ريال مدريد، ليقوم بإجراء اتصالاته مع عدد من الأندية الألمانية، ويحصل على موافقة باير ليفركوزن، الذي عمل على تنمية مهارة الظهير الأيمن الإسباني، الذي عاد مرة أخرى إلى "الملكي"، وبات واحداً من أفضل اللاعبين في مركزه بالعالم.