محرز وغوارديولا... ضعف شخصية أم "دراما" زائدة
الظاهر أن مسلسل نجم الخضر رياض محرز ومدربه بيب غوارديولا لن ينتهي أبدا، فكل مرة يصنع المدرب ولاعبه الحدث، إما بإبعاد اللاعب عن التشكيل الأساسي رغم مستواه الجيد، الذي يبين عنه في كل مرة تمنح له الفرصة، أو تصريحات من محيط محرز حول تذمره من وضعيته، حتى مدرب الخضر تحدث عن الأمر في إحدى اللقاءات الصحافية.
غوارديولا ومحرز صنعا الحدث في سهرة دوري أبطال أوروبا، ليس من خلال الأهداف ولا طريقة الاحتفال كما جرت عليه العادة، خاصة أن فريق مانشستر سيتي حقق الفوز بسداسية كاملة، بل من خلال طريقة توجيه المدرب للاعبه على خط التماس، التي بدت للجميع أنها توبيخ وليس مجرد توجيه، علا فيه صوت غوارديولا وتعالت أيديه في السماء وهو يصوب لاعبه.
مثل هذه التصرفات ألف الجميع رؤيتها من المدرب الكتالوني الذي يحب أن يكون في دائرة ضوء الإعلام، وأن يخطف مكانة له وسط كوكبة النجوم التي يشرف عليها، فمحرز ليس أول لاعب يتعرض لهذا الموقف، فقد سبقه الألماني جوشوا كيميش، لما كان بيب مدربا لنادي بايرن ميونخ، حتى زميل محرز الجديد جاك غريليش، تعرض لنفس الموقف لكن بحدة أقل خلال نفس اللقاء، ولاعبون آخرون تحدثوا عن أسلوب غوارديولا، بل منهم من هاجم المدرب عن هذه الأفعال، مثل زلاتان ابراهيموفيتش وصامويل ايتو، اللذين أكدا مرارا أن غوارديولا يمثل في تصرفاته وأن ما يقوم به هو مجرد "دراما"، من أجل جلب الأنظار إليه.
وإن كان تاريخ غوارديولا حافلا بمثل هذه الأحداث، فحتى محرز تعرض مراراً للتوبيخ من زملائه فوق المستطيل الأخضر، ولم يقم بأي ردة فعل، فسبق للأرجنتيني كون أغويرو أن انتقده كثيرا فوق المستطيل الأخضر، دون أي ردة فعل من محرز، نفس الأمر للبرازيلي فيرناندينيو، الذي لم يكتفِ بالتوبيخ اللفظي، بل استعمل يده وقام بدفع نجم الخضر، دون أن يحرك هذا الأخير ساكناً.
في الأول والأخير، غوارديولا هو مدرب ناجح من حيث الأرقام والألقاب، بل يحلم معظم اللاعبين بالتدرب تحت إشرافه، لما يقدمه من إضافة في مسيرة اللاعبين الذين يشرف عليهم وبشهاداتهم، ونفس الأمر لرياض محرز الذي كان النجم الأول لفريق ليستر سيتي وقاده لتحقيق لقب البطولة، ونفس الأمر لمنتخب الخضر خلال كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، لذلك كل المؤشرات الآن، توحي بنهاية مشوار نجم الخضر مع الأزرق السماوي.
