ما بين تنظيم كأسي آسيا وأفريقيا.. فوارق استثنائية تبرز دور قطر

ما بين تنظيم كأسي آسيا وأفريقيا.. فوارق استثنائية تبرز دور قطر الرياضي

17 يناير 2024
قطر دائما ما تقدم تنظيما استثنائيا في جميع البطولات (لينتاو زهانغ/Getty)
+ الخط -

تستمر منافسات بطولتي كأس آسيا "قطر 2023"، وكأس أمم أفريقيا لكرة القدم المقامة حالياً في ساحل العاج، والتي شهدت فوارق كبيرة بين المسابقتين من عديد الجوانب، وذلك نظراً لاختلاف العوامل والتفاصيل والإمكانات التي تملكها كل دولة.

وبعدما حظيت بإشادة واسعة عقب تنظيمها الباهر لنهائيات كأس العالم 2022، عادت قطر لتؤكد جاهزيتها لاستضافة حدث قاري جديد، ويتعلق الأمر ببطولة كأس آسيا 2023، للمرة الثالثة في تاريخها بعد نسختي 1988 و2011، وجاء ذلك بعد تفوقها في السباق على كوريا الجنوبية وإندونيسيا، إثر اعتذار الصين عن استقبال البطولة في مايو/ أيار 2022.

وقدمت قطر ملفاً استثنائياً سمح لها في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022 بشرف نيل تنظيم النسخة الـ18 من كأس آسيا، إذ شمل كل التفاصيل باختلاف المرافق والمنشآت الرياضية العالمية، وكان الهدف هو توفير جميع الظروف المناسبة للضيوف، بداية من الملاعب والفنادق، ومروراً بوسائل المواصلات والطب الرياضي بوجود مستشفى أسبيتار، ووصولاً للاستعدادات الأمنية.

وبرز دور قطر الرياضي من خلال استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في السنوات الأخيرة، ويأتي ذلك بعد احتضان الدوحة لبطولتي كأس العرب عام 2021، وكأس العالم 2022، وهو ما سمح لها باكتساب خبرة كبيرة لتسيير البطولات من هذا الحجم، على أن تواصل في الفترة المقبلة أيضاً احتضان المزيد من الأحداث الرياضية بتنوعها.

واختارت قطر 9 ملاعب مشيدة وفق أحدث المواصفات العالمية لاستضافة المباريات الـ51، بما فيها 7 ملاعب استضافت مواجهات بطولة كأس العالم 2022، ويتعلق الأمر بكل من "لوسيل" و"الجنوب" و"البيت" و"المدينة التعليمية" و"الثمامة" و"خليفة الدولي"، وأيضاً استاد "أحمد بن علي"، مع توفير خدمات النقل المجاني لحاملي التذاكر، وبذلك سيتمكن المشجعون من حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد بكل سهولة تامة، كما تشهد المنافسات تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية بمحيط الملاعب التي ستحتضن مباريات البطولة.

وفي المقابل، فقد رافق انطلاق النسخة الـ 34 من كأس أمم أفريقيا لكرة القدم الجارية وقائعها في ساحل العاج، العديد من المشاكل والأخطاء التنظيمية التي أثارت جدلاً كبيراً، رغم كل الجهود التي بذلتها الحكومة العاجية واللجنة المنظمة لأكبر مسابقات القارة السمراء.

وتُقام مباريات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم على 6 ملاعب بمختلف مدن ساحل العاج، إذ يتواجد في مدينة أبيدجان ملعب "الحسن واتارا الأولمبي" وأيضاً ملعب "فيليكس هوفويت بواني"، فيما يقع ملعب "تشارلز كونان باني" في مدينة ياموسوكرو التي تقع بوسط البلاد، بالإضافة إلى ملعب السلام الذي يوجد بمدينة بواكي، وملعب "أمادو جون كوليبالي" بمدينة كورهوغو في شمال ساحل العاج وعلى الحدود مع مالي، وأخيراً ملعب "لوران بوكو" ويقع بمدينة سان بيدرو بجنوب البلاد.

وتواجه الجماهير الراغبة في التنقل لمشاهدة المباريات من مدينة لأخرى عدة مشاكل، نظراً لبعد المسافة بين الملاعب والمدن والأحياء المخصصة للإقامة، كما واجه مشجعو بعض المنتخبات صعوبات في الحصول على التذاكر من أجل حضور المباريات، كما كان عليه الحال في مباراة الافتتاح بين ساحل العاج وغينيا بيساو، وأيضا في مباراتي المجموعة الثالثة، بين منتخبي الكاميرون وغينيا والثانية وأيضاً بين السنغال وغامبيا.

وعبّر العديد من المشجعين عن سخطهم لعدم توفر التذاكر، رغم تنقلهم إلى ساحل العاج من أجل تشجيع منتخباتهم الوطنية، في وقت وعد المسؤولون بحل كل مشاكل التذاكر خلال الأيام القليلة القادمة، والتي جاءت بسبب قيام العديد من الأشخاص بشراء كميات كبيرة منها، ومن ثم إعادة طرحها في السوق السوداء بأسعار فلكية.

كما عرفت بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم أزمات أخرى، أبرزها قيام أحد مشجعي منتخب غانا في التسلل إلى الفندق الذي تقيم فيه كتيبة "البلاك ستارز"، وحاول الاعتداء على المدرب كريس هوتون، عقب الخسارة المفاجئة أمام منتخب جزر الرأس الأخضر الأحد الماضي، بنتيجة (2-1)، قبل تدخل بعض المسؤولين الذين نجحوا في إيقافه، كما عرفت مباراة السنغال وغامبيا انقطاع البث عن القنوات من المصدر لمعظم فترات الشوط الأول، قبل عودته مع بداية المرحلة الثانية.

المساهمون