ليفربول يستعد لثورة بعد رحيل كلوب عنوانها "استراتيجية مختلفة"

ليفربول يستعد لثورة بعد رحيل كلوب عنوانها "استراتيجية مختلفة"

03 ابريل 2024
كلوب بعد نهاية المباراة ضد برايتون في "البريميرليغ" (بول إليس/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يورغن كلوب، المدرب الذي قاد ليفربول للفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي الممتاز، أعلن رحيله عن النادي بنهاية الموسم، مما يمثل نقطة تحول كبيرة للنادي.
- رحيل كلوب يثير تساؤلات حول مستقبل الفريق واللاعبين البارزين مثل محمد صلاح، مع إمكانية خسارة عدة نجوم والحاجة إلى إعادة بناء الفريق.
- ليفربول يبحث عن مدرب جديد لقيادة الفريق في مرحلة انتقالية، مع التركيز على تحديد استراتيجية واضحة للتعامل مع الرحيل المحتمل للاعبين الرئيسيين وتأمين صفقات جديدة.

مثّل قرار المدرب الألماني، يورغن كلوب الرحيل عن فريقه ليفربول الإنكليزي، بنهاية الموسم الحالي، منعرجاً مهماً في مسيرة النادي، بعد أن قاد مدرب بوروسيا دورتموند سابقا، "الريدز" خلال تسعة مواسم توالياً، حقق خلالها الفريق، الكثير من الألقاب والنجاحات الرياضية، أهمها التتويج بدوري أبطال أوروبا في مناسبة وخوض النهائي 3 مرّات، إضافة إلى التتويج بالدوري المحلي، بعد سنوات من الانتظار.

ولعب كلوب دوراً كبيراً في عودة ليفربول إلى المجد، من خلال العروض القوية، فباستثناء الموسم الماضي، الذي شهدت خلاله نتائج الفريق تراجعاً، فإن ليفربول كان موفقاً في المواسم التي سبقت، ونافس بقوة على "البريميرليغ" ونجح في كسر هيمنة مانشستر سيتي وتشلسي على المنافسات، كما أن فريق "الريدز" أقنع الجماهير بالعروض الفنية المميزة.

وسيكون رحيل الألماني كلوب نقطة تحوّل في خطط النادي الإنكليزي، بالنظر إلى أنه هندس كل الصفقات الناجحة وفرض خياراته وارتبط بعلاقات قوية مع نجوم الفريق، ولهذا فإن رحيله سيكون بمثابة كرة الثلج، التي ستترك آثاراً قوية على واقع نادي ليفربول، وكل المؤشرات تؤكد أن "الريدز" مقبل على ثورة حقيقية بعد رحيل المدير الفني.

وأكدت تقارير إعلامية إنكليزية مختلفة في الأيام الماضية، أن ليفربول قد يخسر خلال الموسم القادم عدداً من نجومه، وفي مقدمتهم المصري محمد صلاح، الذي بات رحيله عن النادي شبه مؤكد هذه المرة، بعد أن كان قريبا ًمن توديع الفريق في "الميركاتو" الصيفي الماضي، في اتجاه الدوري السعودي، ولكن رغم قوة العروض التي وصلت إليه فإنه استمر مع النادي، غير أن الوضع سيختلف تماما بعد كلوب، ولئن أشار صلاح في حوارات سابقة، إلى أن مصيره مع النادي غير مرتبط أساسا بالمدرب الألماني فقط، إلا أن الفرصة قد تكون مواتية أمام الفريق الإنكليزي من أجل تحقيق مكاسب مالية، إذ قد يصعب مستقبلاً الحصول على عرض جديد.

كما أن لاعبين آخرين، يعتزمون الرحيل عن النادي بنهاية الموسم الحالي لأسباب مختلفة، منهم من عجز عن إثبات نفسه مع الفريق، ومنهم من يبحث عن آفاق جديدة بعد سنوات من العمل تحت قيادة المدرب الألماني، وفي مقدمتهم الإسباني ألكنتارا، الذي يُعاني من كثرة الإصابات، كما أنه لم يفرض نفسه أساسياً في الفريق طوال المواسم الأخيرة.

وكان قائد الفريق، المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، قد ألمح مباشرة بعد إعلان كلوب قراره بالرحيل عن النادي، إلى أن استمراره مع الفريق غير مؤكد وهو أمر مرتبط بخطط الفريق من أجل تطوير مستواه، ودخول مرحلة ما بعد المدرب الألماني بمشروع رياضي قوي. وقال المدافع الهولندي في رده على سؤال بخصوص ما إن كان سيرحل عن الفريق بعد قرار مدربه الألماني: "هذا سؤال مهم، لا أعرف ما سيحدث".

وتابع فان دايك قائد نادي ليفربول: "سيكون أمام النادي مهمة كبيرة للقيام بها، والجميع يعلم ذلك. التغيير لن يشمل فقط المدرب، ولكن أيضًا جميع الموظفين، سيتغير الكثير من الأشياء. أشعر بالفضول الشديد لمعرفة الاتجاه الذي سيتخذه النادي ولكن عندما يجري الإعلان عنه سندرس الوضع. نأمل أن نحقق النجاح الذي نحلم به جميعًا وبحلول ذلك الوقت سيكون هناك المزيد من الوضوح بشأن ما يريده النادي للمستقبل وبعد ذلك سنرى".

ويرتبط النجم الهولندي العملاق فرجيل فان دايك بعلاقة قوية مع المدرب الألماني يورغن كلوب، الذي يثق في قدراته ويعتمد عليه أساسياً بانتظام وهو من أفضل اللاعبين في نادي ليفربول الإنكليزي، وحضوره مؤثر للغاية، ولن يكون من السهل على إدارة الفريق العثور على بديل للمدافع العملاق، باعتبار وزنه الكبير والثقة التي يعطيها لبقية اللاعبين، وهو من بين أهم الصفقات.

ليفربول في انتظار سياسة المدرب الجديد

ولا يبدو أن إدارة النادي الإنكليزي، حريصة على حسم ملف المدرب الجديد في الوقت الحالي، ولا تريد أن تربك حسابات الفريق الذي مازال معنياً بالحصول على لقبين وهما الدوري الإنكليزي وكذلك الدوري الأوروبي، بعد أن تُوج بكأس الرابطة في وقت سابق، وهذا التوجه منطقي بما أن الانشغال باختيار المدرب الجديد قد يفقد الفريق التركيز في المسابقات القادمة، خاصة وأن المرشح الأول لتولي المهمة، وهو الإسباني ألونسو، مدرب باير ليفركوزن الألماني، أعلن استمراره في مهمته وبالتالي لن يعوض كلوب في الموسم القادم.

كرة عالمية
التحديثات الحية

وسيحاول المدرب القادم فرض سياسته واختياراته، وهو أمر طبيعي خاصة بشأن الرصيد البشري والصفقات التي سيقوم بها الفريق في الموسم القادم، وكذلك اللاعبين الذين قد يجري التخلي عنهم ذلك أن لكل مدرب طريقة عمله المختلفة وأسلوبه في التعامل مع اللاعبين، ورؤيته لقدرات النادي في هذه المرحلة وهذا الأمر لا يعني آليا هدم كل ما بناه المدرب الألماني في السنوات الماضية، ولكن المدرب القادم ستكون له توجهات مختلفة حتماً في إدارة شؤون النادي وتحديد الخطوط العريضة.

أما بخصوص أسلوب اللعب، فإن الأمر سيكون مختلفاً أيضا، ذلك أن السنوات الأخيرة شهدت لجوء عديد المدربين إلى الاعتماد على أسلوب مختلف وخاصة في البناء الهجومي، في وقت كان فيه كلوب مصراً على اعتماد الرسم الكلاسيكي 4ـ3ـ3 والذي قاد الفريق إلى نجاحات تاريخية ولكن قد لا يكون من السهل تطبيقه في حال رحل محمد صلاح أو الكولومبي لويس دياز، ذلك أن الفرق القوية ترغب في التعاقد مع نجوم ليفربول في "الميركاتو الصيفي، ولن يكون من السهل على النادي إقناع نجومه بالاستمرار.

ومن المؤكد أن نادي ليفربول الإنكليزي في نسخة الموسم القادم، سيكون مختلفاً بشكل كبير عن الفريق الحالي الذي يحقق نتائج مميزة، بما أنه يتصدر ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، ولن يكون من السهل على أي مدير فني أن ينجح في المهمة، بعد البصمة التي تركها المدرب الألماني يورغن كلوب في الفريق.

المساهمون