كرواتيا تتحدى هولندا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية

كرواتيا تتحدى هولندا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية

14 يونيو 2023
فرص هولندا كبيرة للتأهل إلى النهائي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تحتضن مدينة روتردام في هولندا نصف النهائي الأول من دوري الأمم الأوروبية في نسخته الثالثة، حيث سيجمع نصف النهائي الأول، اليوم الأربعاء، بين هولندا وكرواتيا، وتقام الخميس المباراة الثانية بين إسبانيا وإيطاليا في مدينة إنشيده الهولندية، على أن يدور النهائي يوم الأحد القادم في روتردام وقبله تقام المباراة من أجل المركز الثالث.

ولم يسبق لأي من المنتخبات التي بلغت نصف نهائي النسخة الثالثة من الدوري أن توجت سابقاً باللقب ولكن إسبانيا وإيطاليا كانتا حاضرتين في نصف نهائي النسخة الأخيرة، وتبدو فرص كل المنتخبات متكافئة بالنظر إلى ما عاشه كل منتخب في بداية عام 2023 من تطورات عديدة وأحداث متسارعة.

وتُمثل منافسات دوري الأمم الأوروبية فرصة الأمل الأخير بالنسبة إلى الجيل الذهبي لمنتخب كرواتيا من أجل الحصول على لقب، ذلك أن الجيل الحالي احتل مركز الوصيف في نهائيات كأس العالم روسيا 2018 وجاء ثالثاً في مونديال قطر 2022، وفي كل مناسبة كان يصل فيها إلى أدوار متقدمة في البطولة غير أن النهاية لا تكون سعيدة بالنسبة إلى المنتخب الذي يملك في صفوفه لاعبين من أعلى مستوى بقيادة نجم ريال مدريد لوكا مودريتش، الذي يُعتبر نقطة قوة المنتخب.

وبعدما أعلن في نهاية مشاركة كرواتيا في المونديال أنه ما زال مصراً على الدفاع عن ألوان منتخب بلاده مؤكداً حماسته الكبيرة لرفع التحدي، فإن مودريتش سيحاول في الأثناء أن يُهدي بلاده لقباً أصبحت تستحقه بالنظر إلى النتائج التي تحققت في السنوات الأخيرة، ذلك أن مشوار المنتخب في البطولة كان صعباً بسقوطه في اللقاء الأول أمام النمسا أمام جماهيره بنتيجة 3ـ0، وهي نتيجة مفاجئة جعلت فرصه تبدو ضعيفة للغاية، وخاصة أن مجموعته كانت قوية، غير أنه نجح في الانتصار على الدنمارك مرّتين قبل أن يتغلب على فرنسا ويتأهل إلى نصف النهائي في إنجاز كبير بالنظر إلى قوة المنافسة والبداية المتعثرة، وهي المرة الأولى التي يصل فيها منتخب كرواتيا إلى المرحلة الختامية من دوري الأمم.

ومن بين نقاط قوة منتخب كرواتيا الإبقاء على مدربه زلاتكو داليتش الذي يقود المجموعة منذ مواسم، ويملك الخبرة التي تساعده على التعامل مع المباراة، حيث أشار في تصريح لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى أن كل الظروف تبدو مساعدة لمنتخب بلاده من أجل تجاوز منافسه الذي شهد بعض التعديلات بقدوم مدرب جديد، ولكنه أشاد بقدرات لاعبيه، مؤكدا أنهم يملكون فريقا مميزا بات قادرا على رفع التحدي، ولهذا فهو يثق في فرص فريقه في تحقيق الانتصار والعبور إلى اللقاء الختامي رغم أن منافسه سيتمتع بدعم جماهيري كبير في اللقاء.

في المقابل، شهدت صفوف منتخب هولندا بعد نهائيات كأس العالم في قطر تعديلات بانسحاب لاعبين واعتزالهم ولكن الأهم هو رحيل المدرب لويس فان غال الذي حلّ مكانه رونالد كومان، وبدوره يطمح هذا المنتخب إلى الحصول على لقبه الأول منذ عام 1988 عندما توج بطلاً لأوروبا، فرغم مرور عديد الأجيال المميزة، والتأهل إلى نهائي كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، لم يقدر الهولنديون على إضافة لقب جديد إلى رصيدهم، رغم أنهم خاضوا نهائي النسخة الأولى في عام 2019 ولكن الكلمة الأخيرة كانت للمنتخب البرتغالي الذي توج بالبطولة. ولعل عودة المدرب صاحب الخبرات الكبيرة رونالد كومان قد تكون حافزاً للهولنديين من أجل رفع التحدي في البطولة والفوز للمرة الأولى بدوري الأمم.

واستحق المنتخب "البرتقالي" التأهل إلى المرحلة النهائية من المسابقة بما أنه نجح في تصدر مجموعته التي ضمت أيضا بلجيكا وويلز وبولندا، ولم يعرف الهزيمة في التصفيات ليصل إلى هذه المرحلة عن جدارة بعدما استفاد من قوة هجومه، ولكن في الأثناء فإن الغيابات التي طاولت هذا المنتخب في الفترة الماضية تجعله مطالبا بالحذر الشديد.

واعترف المدرب كومان في تصريحات صحافية، بأن المهمة ستكون صعبة للغاية على منتخب بلاده بما أنه سيواجه منافساً قوياً يملك لاعبين ممتازين، حيث أشار إلى أنه يتعين على منتخبه أن يكون في قمة الجهوزية من أجل التغلب على المنتخب الكرواتي العتيد والتأهل إلى النهائي، وخاصة أن فريقه سيحظى بدعم جماهيري كبير. ولم تكن نتائج هولندا بعد نهائيات كأس العالم الأخيرة إيجابية، خاصة إثر السقوط المدوي أمام منتخب فرنسا في تصفيات بطولة أوروبا بعدما خسر بنتيجة 4-0، لتتلقى جماهيره صدمة قوية والانتصار لاحقاً على جبل طارق بنتيجة 3ـ0.

أما منتخب كرواتيا فقد تعادل مع ويلز على ميدانه قبل أن يحقق انتصاراً مثيراً على منتخب تركيا خارج ميدانه، والوضع سيختلف الآن، ذلك أن المجهود الذي قام به اللاعبون في المنتخبين طوال الموسم من شأنه أن يسبب لهم إرهاقا ويؤثر بالتالي على أداء كل منتخب ويحد من فرصه في الانتصار، ولا سيما أن التركيز قد يكون مفقودا وسط انشغال اللاعبين بمستقبلهم الرياضي، وخاصة أن عديد الأسماء تبحث عن فرص أفضل خلال الميركاتو الصيفي، وبالتالي قد تكون بصدد التفاوض على الرحيل والبحث عن وضع أفضل.

المساهمون