قصص كوبا أميركا.. كيف انتقمت أوروغواي من البرازيل؟

قصص كوبا أميركا.. كيف انتقمت أوروغواي من البرازيل؟

30 يونيو 2021
يعد منتخب أوروغواي الأكثر تحقيقاً للقب كوبا أميركا (Getty)
+ الخط -

يُعد منتخب أوروغواي الأكثر تحقيقاً للقب بطولة كوبا أميركا، برصيد 15 كأساً، لكن طريق "السيليستي" إلى منصات التتويج في القارة اللاتينية، شهد العديد من المنعطفات، وعلى رأسها المشاكل السياسية مع الدول المجاورة لها، والتي تحولت في ما بعد لحملات عسكرية، وحروب عنيفة.

بداية العداء

بدأت القصة في نهاية القرن الـ19، وتحديداً في عام 1825، بعدما تدخلت الأرجنتين عسكرياً، أمام جيوش البرازيل، في حرب أطلق عليها حينها "سيزبلاتين"، وانتصرت في معركتي "سرندي، وإتوثاينغو"، بالإضافة إلى "خونكال" البحرية، لتنال أوروغواي استقلالها في عام 1828.

لكن المشاكل بدأت بعد استقلال أوروغواي، بسبب الصراع بين السكان الأصليين والبيض، وانقسمت البلاد لحزبين الأول هو كولورادوس، والثاني بلانكوس بقيادة مانويل أوريبي، الذي كان صديقاً مقرباً من الرئيس الأرجنتيني حينها، مانويل دي روساس.

ودخلت أوروغواي في حرب مع الأرجنتين، أطلق عليها "الحرب العظمى" في عام 1838، بسبب حدوث انقلاب على أوريبي، من قبل فركتوسو ريفيرا، واستمرت لمدة 13 عاماً، لكن من أجل التخلص من الحصار الأرجنتيني، اتجهوا إلى البرازيل عام 1851، وعقدوا معها اتفاقاً عسكرياً.

وانتهت الحرب في عام 1852، بانتصار البرازيل، التي عادت إلى الهيمنة مرة أخرى على أميركا الجنوبية، لكنها زادت من تدخلها في أوروغواي، التي ظهرت مرة أخرى على الساحة العسكرية بقيادة، فرانشيسكو سولانو، الذي أعلن الحرب على الأرجنتين والبرازيل.

وقتل فرانشيسكو سولانو في الحرب، التي انتهت بالدخول في معاهدة جديدة، أنهت التدخل العسكري البرازيلي والأرجنتيني في أوروغواي، ليصمم شعبها على الانتقام من الأعداء، لكن بعيداً عن المعارك والدماء والقتلى، ما جعلهم يهتمون برياضة كرة القدم.

وأصبحت كرة القدم الانتقام الوحيد لشعب أوروغواي، من الاستعمار البرازيلي، الذي عانوا منه كثيراً، وأصبحوا يحثون نجوم منتخب بلادهم، على الفوز ضد "السيليساو"، كلما سنحت أمامهم الفرص، لأن قادتهم العسكريين كانوا سبباً في تأخر نهضة أوروغواي بجميع المجالات.

وقت الانتقام

تلقى شعب أوروغواي أخباراً سارة في عام 1929، بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم، اختيار بلادهم، حتى تطلق أول مونديال في التاريخ، بسبب مرور مئة عام على نيلهم الاستقلال، ليحصد أساطير "السيليستي" أول لقب أمام عدوهم الأرجنتين بأربعة أهداف مقابل هدفين عام 1930.

وانتظر الشعب الأوروغواياني حتى عام 1950، من أجل تذوق طعم الانتصار على عدوهم الأول البرازيل، لكن هذه المرة في مجال كرة القدم، عندما استطاعوا الفوز بلقب بطولة كأس العالم، في استاد "ماراكانا" الشهير، بهدفين مقابل هدف.

أما في بطولة كوبا أميركا، فتفنن منتخب أوروغواي بتحقيق اللقب القاري، لكن كان طعمه خاصاً، عندما يُحققه ضد غريمه البرازيل، والأرجنتين، ليجمع "السيليستي" 15 لقباً في تاريخه، وهو رقم قياسي، ويسعد شعبه، الذي يريد مواصلة الانتقام من الأعداء، لكن في مجال كرة القدم فقط، بعيداً عن الحروب.

المساهمون