قصة "الفتاة المعجزة": رحلة تفجير انتحاري وتبنٍّ وألعاب بارالمبية

قصة "الفتاة المعجزة": رحلة النجاة من تفجير انتحاري لوالديها والتبني والتألق في الألعاب الباراليمبية

28 اغسطس 2021
السباحة الأميركية هافن شيبرد (Getty)
+ الخط -

كانت هافن شيبرد تبلغ من العمر 14 شهراً فقط، عندما قام والداها، اللذان كانا في علاقة غرامية، بربط قنبلة بجسدها واحتجاز ابنتهما بين ذراعيهما، في محاولة انتحار عائلية في فيتنام.

واعتقد والد شيبرد أن أفراد العائلة إذا لم يتمكنوا من أن يكونوا معاً، يجب أن يموتوا جميعاً، وبهذه الحادثة قُتل الأب والأم جراء الانفجار، لكن الطفلة نجت بأعجوبة، رغم أنه كان لا بد من بتر ساقيها من أسفل الركبة نتيجة لإصابتها بجروح خطرة.

على الرغم من كل شيء، فهي لا تحمل ضغينة تجاههما لما حدث. وقالت شيبرد قبل أيام قليلة في تصريحات لمجلة (بيبول): "إنها حياة لم أعشها قط، ولا أتذكرها. لقد فقدت ساقيّ فقط، كان من الممكن أن أفقد حياتي"، وستظهر شيبرد، البالغة من العمر 18 عاماً لأول مرة في أول دورة ألعاب بارالمبية للمعوّقين، لتنافس في سباقات السباحة "أس بي 7" 100 متر ظهر و"أس بي 8" 200 متر، لتمثيل الولايات المتحدة.

حياة جديدة في أميركا

وسلط تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية، الضوء على نجمة السباحة، التي جرى تبنّيها في غضون ستة أشهر من فقدان والديها البيولوجيين، من قبل شيلي وروب شيبرد، وهما زوجان منحاها عائلة وفرصة ثانية بولاية ميسوري، والسبب أنها عاشت في كنف أفقر أسرة بقرية في فيتنام ولعدم قدرة والديها على الزواج شعر اباها بالعجز ليقرر عدم الاستمرار وليُقدم على خطوة الانتحار الجماعي التي نجت منها نجمة سباحة.

تعترف بأنها "ممتنة جداً لهما لإنقاذها"، بعد أن نشأت هناك مع أربع شقيقات أكبر منها وشقيقين، وتقول ضاحكة: "لطالما أمزح مع إخوتي قائلين إنني الفتاة المعجزة، أنا المفضلة لدى أمي وأبي".

روح الدعابة والتفاؤل هي السمات المميزة لها، وحول هذا قالت: "عليك دائماً أن تنظر إلى الجزء الإيجابي في الحياة، أعلم أنني مررت بظروف سيئة للغاية، لكنني خرجت وأتيحت لي الفرصة الثانية. لقد قبلت أن أكون نموذجاً فريداً، وقد أحدث ذلك فرقاً في حياتي. تقبّل الأشياء التي لا يمكنك تغييرها، كما يقال في فلسفة الحياة".

وتتعاون شيبرد مع المؤسسات التي تحاول تثقيف الأطفال، وتجعل الرياضة البارالمبية معروفة، وحول هذا تابعت: "أريد فقط أن أظهر للناس أنّ المعوَّقين مثل أي شخص آخر. البارالمبيون رياضيون رفيعو المستوى، ويصادف أنهم يعانون من نوع من الإعاقة الجسدية".

في المسبح، تشعر شيبرد بالحرية، وتحرص أيضاً على خوض جلسات تدريب بالبلياردو أسبوعياً، ومثلها الأعلى السباحة البارالمبية الأميركية جيسيكا لونغ، المتوجة بـ13 ميدالية ذهبية.

وواصلت تصريحاتها بالقول: "أهدافي هنا في طوكيو، هي أن أكون على طبيعتي، وأن أستمتع". وشيبرد، التي هي أيضاً عارضة أزياء، وهوايتها الرسم، تريد إلهام الآخرين في عالم يوجد فيه الكثير من عاشقي مواقع التواصل، وتشرح قائلة: "أدركت أن الجسد المثالي غير موجود. فئة قليلة من الناس لديهم هذا النوع من الجسد ونمط الحياة. إذا نظرت حولك، فكلنا نعاني من إصابات وكدمات صغيرة، ونحن جميعاً غير كاملين".

المساهمون