فارس إبراهيم... حكاية ربّاع قطري وعد بالذهب الأولمبي فأوفى

فارس إبراهيم... حكاية ربّاع قطري وعد بالذهب الأولمبي فأوفى

31 يوليو 2021
حقق الرباع القطري فارس إبراهيم الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو (Getty)
+ الخط -

ظهر الربّاع القطري فارس إبراهيم واثقاً من نفسه كثيراً، بعدما وعد الجماهير العربية بالحصول على ميدالية ذهبية في طوكيو، لينجح يوم السبت، بالوفاء بكلماته، ويخطف الذهب في دورة الألعاب الأولمبية، في رياضة رفع الأثقال بوزن 96 كيلوغراما.

واستغل فارس إبراهيم تأجيل دورة الألعاب الأولمبية في الصيف الماضي، ليضع تركيزه بشكل كامل على الاستعداد الجيد للحدث الدولي الكبير، عبر خوضه لعدد من المعسكرات التدريبية، ليخطف صاحب الـ(23 عاماً) الميدالية الذهبية، عن جدارة واستحقاق.

لكن من هو الرباع القطري فارس إبراهيم؟ وكيف استطاع الوصول إلى منصة التتويج، لينال الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في العاصمة اليابانية طوكيو؟

ولد فارس إبراهيم في الرابع من شهر يونيو/حزيران عام 1998، وسط عائلة رياضية مختصة برفع الأثقال، فوالده مثل منتخب مصر في دورات الألعاب 1984، و1988، و1992، ليتعلق الصغير بالرياضة، ويبدأ في ممارستها وهو في سن التاسعة.

وحرص والد فارس على تمهيد طريقه نحو النجاح بدقة وعناية، وهو مدربه ومصدر إلهامه، يقول فارس: "منذ أن كنت صغيراً، كنت أحلم بأن أصبح رافع أثقال ناجحا مثل والدي"، وتجمعُ الاثنين علاقة خاصة ومميزة تمثل بالنسبة لفارس سبباً أساسياً لنجاحه.

وتابع: "يحثني والدي دائماً لأقدم الأفضل، ويحرص على أن يزيد ثقتي بنفسي فهو دائماً يقول لي: "فارس، يمكنك أن تحقق ما تشاء طالما أنك واثق بنفسك وبقدراتك"، أبي يفهمني ويفهم كل ما يتعلق بي، لا أحتاج إلى أن أشرح له حينما أكون متعباً، فهو يعرف ما أحتاجه، ونحن نفهم بعضنا البعض"، وبالنسبة لفارس، فإن علاقته بوالده كمدرب ناجحة جداً لأنه وبحسب قوله: "يمكنه أن يتعامل معي من خلال عدة شخصيات، فهو مدربي في صالة التدريب، ووالدي في المنزل، وصديقي خارج المنزل".

وبدأ فارس برؤية أحلامه تتحقق على أرض الواقع في عمرٍ مبكر جداً، وسرعان ما بدا واضحاً أن النجاح بين يديه، ففي سنة 2014، أحرز فارس أول إنجازاته الكبرى وكان لا يتجاوز وقتها الـ16 سنة، وذلك بفوزه بكأس قطر وتحطيم الرقم القياسي العالمي للشباب فيها، ليذوق مبكراً طعم النجاح على مستوى دولي ويتحفز أكثر لتحطيم المزيد من الأرقام القياسية والعمل باجتهاد أكبر لإحراز ميدالية أولمبية.

وأصبحت رياضة رفع الأثقال عائلة ووظيفة وأسلوب حياة الرباع القطري فارس إبراهيم، بعدما تعلق بها وبات أحد ألمع وأبرز الرياضيين الموهوبين الشباب في قطر، وقد حقق حتى الآن إنجازاتٍ رياضية رائعة وهو لا يزال في الـ(19) من عمره، بعدما فاز ببطولة العالم للناشئين 2017، ليضيف هذا الإنجاز إلى لقب البطولة الآسيوية 2016 والمركز السابع الذي أحرزه في الألعاب الأولمبية ريو 2016.

وكمعظم الرياضات الاحترافية الأخرى، تتطلب رياضة رفع الأثقال من الرياضي تكريس كل وقته وجهده حتى يتفوق فيها، فللوصول إلى مستوياتٍ عالية في رفع الأثقال، على الربّاع التضيحة بأشياء كثيرة، وقضاء وقته بالتمرينات.

وتلعب التغذية دوراً كبيراً في رفع الأثقال، وبخاصة في المنافسات بوزن 94 أو 100 كيلوغرام. لذلك حرص فارس مع فريقه على حساب كمية الطعام التي يتناولها وكمية السعرات الحرارية التي يحرقها، فرياضته تحتاج بشكلٍ عام إلى تناول كمياتٍ كبيرة من الطعام، مثل استهلاكه خروفاً كاملاً في 10 أيام، وتناول وجبات غذائية معينة تتضمن الخضروات، والبروتينات، والكربوهيدرات، والخبز، واللحوم، والدجاج، والحليب، بالإضافة إلى الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية.

وبعد تجربته في دورة الألعاب الأولمبية بمدينة ريو دي جانيرو 2016، صمم فارس إبراهيم على التأهل إلى أولمبياد طوكيو، بعدما حصل على الذهبية في بطولة كأس قطر الدولية لرفع الأثقال بنسختها السادسة، من أجل تحقيق الميدالية الذهبية الأولمبية، التي وعد بها الجميع، وبالفعل أوفى الرباع القطري بما قاله يوم السبت.

المساهمون