غالتييه يبرئ نفسه من تهمة العنصرية.. وتحديد تاريخ الحكم

غالتييه يبرئ نفسه من تهمة العنصرية والعدالة الفرنسية تحدد تاريخ الحكم النهائي

16 ديسمبر 2023
غالتييه مدرب فريق نيس وسان جيرمان السابق (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

مثل، الجمعة، المدير الفني السابق لنادي نيس كريستوف غالتييه أمام محكمة مدينة نيس، وذلك للدفاع عن نفسه أمام اتهامات وجهت إليه بخصوص تورطه في تصرفات عنصرية ونشر الكراهية ضد الإسلام، حيث استمع القاضي لأقواله وأقوال دفاعه، ليحدد تاريخ الإعلان عن الحكم النهائي يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول.

ونشر موقع راديو "آر إم سي سبورت" الفرنسي تفاصيل جلسة الاستماع التي حضر فيها المتهم منذ الساعات الأولى للصباح، فيما غاب المدير الرياضي السابق جوليان فورنييه بصفته الطرف الذي تقدم بدعوى قضائية ضده، وغاب أيضاً 8 لاعبين آخرين كانوا معنيين وهم ضحايا غالتييه حسب نتائج التحقيق.

وفي بداية الأمر، يواجه المدرب الفرنسي عقوبات قضائية قوية بحال ثبوت التهم الموجهة إليه، وقد تصل إلى السجن مدة ثلاثة سنوات وغرامة مالية قدرها 45 ألف يورو، فيما لا تزال القضية (تعود إلى موسم 2021-22) لم تحسم رغم انتهاء التحقيقات.

والتمس الادعاء العام عقوبة عام حبساً غير نافذ بحق المدرب الفرنسي، ومعه غرامة مالية مقدرة بقيمة 45 ألف يورو، وكذلك إيقاف لمدة تدوم 3 سنوات عن ممارسة النشاطات الكروية.

وحضر غالتييه برفقة محاميين تكفلا بالدفاع عنه، حيث أكدا أن القضية جاءت إثر قصة كاذبة أطلقها فورنييه بينما لم تكن التحقيقات عادلة، بما أن المحققين استمعوا لأقوال 8 لاعبين فقط، فيما يمتلك الفريق حوالي 30 لاعبا كانوا قادرين على تقديم شهاداتهم.

ورغم رفض محاميي غالتييه الاتهامات الموجهة إليه مثل الإدلاء بكلام عنصري وإلقاء عبارات تحرض على كراهية المسلمين، إلا أنهما لم ينفيا أن غالتييه لم يتقبل قدوم المدافع جون كلير توديبو بزي تقليدي إلى مركز التدريبات قبل حصة تدريبية، أي أنه كان بزي مخالف لا يتماشى مع الوضع.

وفي ردّ على اتهام المحاميين المدعي العام بعدم إحقاق العدل خلال التحقيقات، ذكّر القاضي بأن الجميع سواسية داخل المحكمة وضرب مثالاً بالدولي الجزائري يوسف عطال، الذي يواجه تهمة التحريض ضد الأديان هو الآخر (سيحاكم يوم الاثنين المقبل)، فقال القاضي: "مكتب المدعي العام يعامل السيد غالتييه مثل ما يعامل السيد عطال".

ودافع كريستوف غالتييه عن نفسه بعد حلول دوره للوقوف وجها لوجه أمام القاضي، حيث اعترف بأنه كان من الصعب أن يدير الفريق في فترة شهر رمضان الكريم، وأوضح أن تصرفه مع لاعبيه المسلمين في نيس كان كتصرفه في جميع الأندية التي دربها، لأنه يعتبر أن الصيام هو إشكال بالنسبة للاعبين، خاصة أن مشروع النادي كان يهدف للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، وهذا ما سيستلزم أن يكونوا جميعهم في أفضل حالة بدنية.

وروى قصة حدثت له مع لاعبه توديبو الذي دخل الإسلام: "استدعيت توديبو لأسأله حول طريقته في تسيير فترة شهر رمضان، كان لطيفا وأكد لي أنه يدفع لطباخ لكي يعد له وجبات تتماشى مع تلك الفترة، ولكي تسمح له بالحفاظ على أدائه، سألته إن كان سيصوم فأجاب بأنه لا غنى عن ذلك حتى يوم المباراة".

ووفقا لاعترافات غالتييه، كان فريديريك غيوريا (التحق به في نيس) هو السبب الذي أدى إلى هذا المشكل، حيث أخبره بأن اللاعبين المسلمين كانوا في وضع كارثي خلال العام الذي سبق قدوم المدرب الفرنسي، لدرجة أنهم كانوا ينامون على الأرض من شدة التعب، وهذا التصريح كان كاذباً وتسبب في مشاكل حسب كلام المتهم.

وحين الحديث عن قضية إدلائه بعبارات عنصرية تجاه لاعبيه، نفى غالتييه ذلك جملة وتفصيلا، وصرّح أمام القاضي: "هذه الاتهامات ليس لها أساس من الصحة، لم يسبق لي أن تلقيت هذه التهمة، بل إن فريديريك غيوريا هو من يقول كلاما عنصريا (مساعده السابق)، ولم يسبق لي أن وصفت عطال وبوداوي بالأشخاص القذرين".

وتوسع في حديثه عن قضية اللاعبين الجزائريين ووصفهم بالقذرين، فأجاب عن سؤال القاضي: "لقد غيروا كلامي لأني تحدثت في موضوع الصيام خلال المباريات، أنا أعرف أنه من المستحيل إقناعهم بالإفطار، أما من اتهمني بوصف الجزائريين بالقذرين فهذه هي المؤامرة".

كما اعترف المدرب الفرنسي أنه لفظ كلمة "كينغ كونغ" (شخصية قرد الغوريلا في السينما) في مباراة سانت إيتيان بحق مدافعي الفريق المنافس، لكنه رفض أن يكون مقصده عنصرياً، بل ليؤكد للاعبيه قوة المدافعين الذين ينافسونهم على الفوز.

وفقد غالتييه التحكم في أعصابه وظهر عليه التأثر عند الدفاع عن نفسه في ما يخص التهم الموجهة إليه بوصف لاعبه توديبو بالإرهاب، إذ أشار إلى أن الكلام الذي صدر من الأخير كان بضغط من فورنييه، ما سيشكل صدمة له ولزوجته أيضا، كما وصف التهم الموجهة إليه بالباطلة.

ومن بين القضايا الشائكة التي تحدث عنها غالتييه هي تلك التي تحدث خلالها عن الدولي الجزائري هشام بوداوي ورفضه أن يتجه صوب بلاده لحضور جنازة والده، إذ نفى مرة أخرى الخبر "هل أنا مجنون لأمنعه من دفن والده؟ كيف كان ليتصرف باقي اللاعبين إن قررت منعه؟ هذا كذب".

وأضاف: "كنت أخشى في شهر رمضان على حياته، من يضمن أنه لن يتعرض لسكتة قلبية بعد 15 ساعة من الامتناع عن شرب المياه؟ هل تعلمون مدى الجهد الذي يبذله؟ إنه يركض مسافة 12 كيلومتراً ومنها 900 متر جرياً سريعاً خلال المباراة الواحدة، هذا نسق عال ولا أعتقد أنه كان قادرا على بذله في تلك الظروف".

وبعد الاستماع لأقوال المتهم ومحامييه، وكذلك مطالب المدعي العام بناءً على الشكاوى المقدمة ضد غالتييه، قررت المحكمة إرجاء النطق بالحكم النهائي في القضية لأسبوع تقريبا، وهذا ما سيسمح بدراسة جميع الأقوال وإغلاق الملف نهائياً.

المساهمون